العالم

ماذا جرى في لقاء ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع بالرياض .. صور

متابعات – الرياض – هلا نيوز

نشرت وسائل الإعلام الدولية، صباح اليوم، أول صور رسمية جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع، في لقاء غير مسبوق عُقد على هامش القمة الخليجية-الأمريكية في العاصمة السعودية الرياض، بحضور عدد من زعماء وقادة المنطقة.

وجاء اللقاء ضمن تحركات دبلوماسية وُصفت بـ”التاريخية”، بعد إعلان ترامب رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، في خطوة تهدف إلى إعادة دمج دمشق في النظام الإقليمي والدولي، وسط دعم علني من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وخلال افتتاح أعمال القمة، أكد الأمير محمد بن سلمان التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، قائلاً: “نحن حريصون على استمرار التعاون والتنسيق مع أمريكا من أجل استقرار المنطقة”، مشيرًا إلى أن هذه القمة تمثل انعكاسًا لحرص الجانبين على تطوير التعاون والعمل الجماعي لمواجهة التحديات المشتركة. وأضاف بن سلمان أن المملكة تبذل جهودًا لوقف التصعيد في المنطقة، وإنهاء الحرب في غزة، ودعم المسار السلمي لحل القضية الفلسطينية، مشيدًا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا، ومعتبراً إياه خطوة بنّاءة نحو إنهاء عزلة دمشق وإعادة استقرارها.

بدوره، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه التقى بالرئيس السوري أحمد الشرع، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إطار السعي لتطبيع العلاقات مع سوريا، مضيفًا: “سنرفع كل العقوبات عن سوريا، وهذا سيكون أمرًا إيجابيًا للمنطقة بأكملها”. وأوضح ترامب أن قراره جاء بعد مشاورات مع حلفائه في الخليج، مؤكدًا أن “الدول الخليجية باتت في طليعة الجهود الرامية لخلق شرق أوسط مستقر ومزدهر”، ومضيفًا: “شهدت خلال هذه القمة وحدة غير مسبوقة وصداقة حقيقية بين القادة”.

وفي سياق حديثه، انتقد ترامب بشدة إدارة الرئيس السابق جو بايدن، متهمًا إياها بالتسبب في حالة من الفوضى بسبب تمكين إيران من خلال تدفقات مالية ضخمة، قائلاً: “بايدن أرسل مليارات الدولارات لإيران ومكّن وكلاءها، ما فعله كان غير عقلاني، أما نحن فأعلنا بوضوح أن ولاءنا مع حلفائنا في الخليج”. وأشار ترامب إلى رغبته في التفاوض مع إيران، لكنه شدد على ضرورة “وقف دعمها للإرهاب وحروب الوكالة، ووقف سعيها للحصول على السلاح النووي”، معتبراً أن طهران كانت في وضع مالي منهار قبل أن تستعيد نشاطها في عهد إدارة بايدن.

وفيما يتعلق بالملف الفلسطيني، دعا ترامب إلى “الإفراج عن كل الرهائن في غزة والعمل من أجل إحلال السلام بدعم من قادة المنطقة”، مضيفًا: “نريد مستقبلًا آمنًا وكريمًا لشعب غزة، لكن لا يمكن تحقيق ذلك بوجود قادة يغتصبون ويعذبون الأبرياء”. أما بشأن لبنان، فقد رأى ترامب أن لدى الدولة اللبنانية “فرصة للتحرر من قبضة حزب الله”، معلنًا دعمه الكامل للرئيس اللبناني ورئيس الوزراء لبناء دولة مستقرة تنعم بالسلام، كما أكد نيّته توسيع نطاق الاتفاقيات الإبراهيمية لتشمل مزيدًا من الدول.

أحمد الشرع، الرئيس السوري الحالي، تولى الحكم في دمشق مطلع عام 2025 بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد. وكان قد عرف سابقًا بلقب “أبو محمد الجولاني”، إلا أنه أعلن منذ سنوات تخليه عن أي ارتباطات أيديولوجية متطرفة، وسعى إلى الانخراط في الحياة السياسية والمدنية. ويمثل لقاؤه بترامب أول انخراط مباشر لرئيس أمريكي مع قيادة سوريا الجديدة منذ أكثر من عقد، وهو ما يُنظر إليه كمؤشر على تحولات عميقة في السياسات الأمريكية تجاه الملف السوري.

الصور التي تم تداولها تظهر ترامب والشرع يتصافحان بابتسامة وسط حضور سعودي وتركي، في مشهدٍ لم يكن متخيلاً قبل أشهر فقط، وهو ما اعتبره مراقبون “صفحة جديدة” في العلاقات بين واشنطن ودمشق، قد تعيد رسم ملامح المنطقة. وتُظهر لقطات أخرى الثلاثي ترامب والشرع وأردوغان في جلسة مغلقة، وهو ما يُعطي إشارات عن تنسيق إقليمي غير مسبوق لاحتواء الملفات الشائكة، من سوريا إلى غزة، مرورًا بلبنان وإيران .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى