دراسة دنماركية تكشف دور نوع محدد من خلايا الدماغ في ظهور أعراض الفصام

هلا نيوز
كشف باحثون من جامعة كوبنهاجن الدنماركية عن دور نوع محدد من خلايا الدماغ في ظهور أعراض الفصام خلال مراحل متقدمة من العمر، رغم أن التغيرات الجينية المسؤولة عنه تبدأ منذ ما قبل الولادة.
الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة Neuron العلمية، أوضحت أن فرط نشاط مجموعة صغيرة من الخلايا العصبية يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في نشاط الدماغ، مما يمهد الطريق لظهور أعراض مثل الهلوسة، وضعف التركيز، واضطرابات النوم، وهي أبرز سمات مرض الفصام.
وأوضح الباحثون أن الفصام لا ينشأ فقط من خلل جيني، بل من تفاعل معقد بين الجينات ونمو الدماغ على مر السنين. فقد أظهرت التجارب على فئران معدّلة وراثيًا أن الخلل في خلايا عصبية محددة لا يظهر إلا مع التقدم في العمر، عندما يفقد الدماغ قدرته على التكيّف مع الأخطاء التطورية.
وباستخدام تقنيات تسلسل الحمض النووي الريبوزي، حدد الفريق خلايا عصبية تعرف باسم Sst_Chodl تعمل كمثبت طبيعي يمنع النشاط المفرط داخل الدماغ. لكن في الفئران الحاملة للطفرات الجينية، أصبحت هذه الخلايا مفرطة النشاط، مما أدى إلى اضطراب إيقاعات الدماغ والنوم.
وأشار الباحثون إلى أن تهدئة نشاط هذه الخلايا باستخدام تقنيات حديثة حسّنت نوم الفئران وأعادت توازن الدماغ وخففت من الأعراض المشابهة للفصام، ما يفتح الباب أمام تطوير علاجات دقيقة تستهدف الخلايا العصبية بدلاً من التأثير على الدماغ بأكمله.
ويرى العلماء أن نتائج الدراسة قد تمتد لتشمل أمراضًا أخرى مثل التوحد والاضطراب ثنائي القطب، وأن اضطرابات النوم قد تشكل مؤشرًا مبكرًا للكشف عن الأمراض النفسية. كما تمنح النتائج الأمل بإمكانية تطوير علاج وقائي للفصام مستقبلاً، من خلال التدخل في مراحل مبكرة قبل ظهور الأعراض




