هلا نيوز – ليست الساونا مجرد تجربة استرخاء، بل تشير الأبحاث إلى أن الجلوس في درجات حرارة مرتفعة يمكن أن يؤثر على كيمياء الدماغ ووظائفه العصبية بطريقة تشبه إعادة البرمجة الإيجابية، مع تعزيز إفراز هرمونات السعادة وتنشيط وظائف الدماغ.
فوائد الساونا في تحفيز الإندورفين والدوبامين
تعمل الحرارة في الساونا على تحفيز الدماغ لإفراز مواد كيميائية مثل الإندورفين والدوبامين، مما يخلق شعوراً بالراحة بعد الخروج من الساونا، مشابه لما يحدث بعد التمرين أو التأمل. وأظهرت بعض الدراسات ارتفاع مستويات الدوبامين حتى 200 إلى 300% بعد جلسة منتظمة.
كما تساعد الساونا على خفض التوتر وإعادة ضبط محور العصب الحائر (Vagus nerve)، وتحفيز بروتينات الصدمة الحرارية (Heat Shock Proteins) التي تحمي وتجدد الخلايا العصبية، وتعزز المرونة العصبية للدماغ.
وتساهم جلسات الساونا أيضاً في تحسين النوم والمزاج، من خلال تحفيز إفراز الميلاتونين، وتوفير تجربة ذهنية شبيهة بالتأمل تساعد على التركيز وتقليل الضوضاء الذهنية.
4 فوائد علاجية لحمام الساونا
بحسب باحثي Harvard Health، يمكن للحرارة أن تحدث تغييرات جسدية مفيدة مثل زيادة معدل ضربات القلب وتحسين الدورة الدموية، ما يعود بالنفع على القلب وضغط الدم والجلد:
- صحة الدماغ: الدراسة الفنلندية أظهرت أن استخدام الساونا أسبوعياً يقلل بشكل ملحوظ خطر الإصابة بالخرف.
- زيادة الطاقة: المشاركون في دراسة مكثوا في ساونا بدرجة 140 فهرنهايت لمدة 15 دقيقة خمس مرات أسبوعياً، وأفادوا بزيادة في مستويات الطاقة وتحسن المزاج.
- تعزيز الصحة العامة: يساعد حمام الساونا على النشاط البدني والنوم الجيد، كما له تأثير إيجابي في حماية الجسم من الأمراض.
- صحة البشرة: تزيد الساونا من الترطيب، تقلل إنتاج الزهم، وتنظم مستوى الأس الهيدروجيني للبشرة، مع تأثير مريح ومنشط للشعور العام.
فوائد الساونا على الدماغ
تؤثر الساونا بشكل عميق على الجهاز العصبي، بما يشمل:
- تحسين المزاج وتقليل الاكتئاب: زيادة الإندورفين والسيروتونين تقلل أعراض الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، وتحسن التركيز والذاكرة قصيرة المدى.
- حماية الدماغ طويل الأمد: الدراسات تشير إلى أن الساونا 2-4 مرات أسبوعياً تقلل خطر الخرف بنسبة تصل إلى 65% والزهايمر بنحو 50%، نتيجة تحسين صحة الأوعية الدموية وتقليل الالتهاب المزمن.
المخاطر المحتملة للساونا
رغم فوائدها، قد تترافق الساونا ببعض المخاطر، خاصة لمن يعانون أمراض القلب أو ضغط الدم غير المستقر:
- انخفاض ضغط الدم، يحتاج مرضى انخفاض الضغط لاستشارة الطبيب.
- الجفاف نتيجة فقدان السوائل عبر التعرق، لذا يجب شرب كمية كافية من الماء قبل وبعد الجلسة.
- الغثيان والدوار لبعض الأشخاص عند ارتفاع درجة الحرارة.
كيفية تجنب المخاطر
- تحديد وقت الجلوس في الساونا من 5 إلى 20 دقيقة حسب خبرة المستخدم.
- شرب كوبين إلى 4 أكواب ماء بعد الجلسة لتعويض السوائل.
- تجنب الساونا عند المرض.
- استشارة الطبيب للحوامل أو من لديهم مشاكل صحية معينة.
تؤكد الدراسات الحديثة أن الاستخدام المعتدل للساونا يمكن أن يحقق فوائد كبيرة للجسم والدماغ، شرط اتباع الاحتياطات اللازمة للحفاظ على الصحة العامة
