القهوة.. فوائد صحية متعددة وتأثيرات تختلف من شخص لآخر

هلا نيوز
تشكل القهوة جزءا لا يتجزأ من صباح الكثيرين حول العالم، فهي تمنح اليقظة والطاقة وتدعم القدرة على ممارسة التمارين أو متابعة العمل. ورغم فوائدها الصحية العديدة، بما في ذلك تقليل خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، فإن للقهوة تأثيرات سلبية محتملة على بعض الأشخاص، مثل زيادة مستويات التوتر أو اضطراب النوم أو مشاكل الجهاز الهضمي.
وقالت أخصائية التغذية، الدكتورة فيديريكا أماتي: “استمع إلى جسدك، فليس هناك نهج واحد يناسب الجميع”. وتشير الدراسات إلى أن شرب القهوة، خصوصا في الصباح، يرفع مستوى هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر، مما قد يؤدي لدى الأشخاص الحساسين إلى القلق وتسارع ضربات القلب أو الأرق. وتنصح أماتي بالانتظار نصف ساعة إلى ساعتين بعد الاستيقاظ لشرب فنجان القهوة الأول، إذ يكون الكورتيزول في ذروته صباحا وينخفض لاحقًا بشكل طبيعي.
ورغم أن القهوة تعزز اليقظة صباحا، فإنها قد تعطل النوم إذا تم تناولها في وقت متأخر من اليوم، إذ أظهرت الدراسات أن تناول فنجانين بعد الظهر يجعل الدماغ في حالة نشاط شديدة، ما يقلل جودة النوم ويؤثر على طاقة الجسم في اليوم التالي، لذا يُنصح بتجنب القهوة بعد منتصف النهار أو قبل النوم بست ساعات على الأقل.
كما يمكن للقهوة أن تقلل امتصاص الحديد وبعض المعادن الأخرى، خاصة إذا تم شربها مع وجبات غنية بالحديد، إلا أن هذا التأثير ضئيل ضمن نظام غذائي متوازن، ويمكن الحد منه بالانتظار ساعة على الأقل بعد القهوة قبل تناول الطعام.
وفيما يتعلق بالجهاز الهضمي، فإن القهوة تحفز حركة الأمعاء لكنها قد تسبب حرقة المعدة أو تفاقم أعراض القولون العصبي لدى البعض، لذا يُفضل مراقبة الاستجابة الشخصية والانتظار ساعة بعد الاستيقاظ قبل شربها.
أما بالنسبة لتأثيرها على ضغط الدم والكوليسترول، فإن القهوة غير المفلترة، مثل التركية أو الفرنسية، تحتوي على مركبات قد ترفع الكوليسترول الضار (LDL)، بينما القهوة المفلترة تعد خيارًا أفضل لمن يعانون من مشاكل قلبية.
القهوة العادية ومنزوعة الكافيين تقدمان فوائد صحية متشابهة، لكن الحوامل ومن يعانون من اضطرابات القلق أو القلب يُفضل أن يختاروا القهوة منزوعة الكافيين. كما أن إضافة السكر أو الكريمة يقلل من فوائد القهوة، في حين تظل القهوة السوداء الخيار الأمثل.
ولمن يرغب في تقليل استهلاك الكافيين، يُنصح بالخفض التدريجي لتجنب الصداع أو التعب، وتأجيل فنجان القهوة إلى ما بعد الفطور. ويُعتبر استهلاك 3 إلى 5 فناجين يوميًا، أي حوالي 400 ملغ من الكافيين، آمناً لمعظم البالغين




