تحذيرات من ارتفاع خطر سرطان عنق الرحم في الأردن خلال السنوات المقبلة

هلا نيوز
حذر أطباء مختصون من تزايد خطر سرطان عنق الرحم في الأردن خلال السنوات المقبلة في ظل تغير بعض السلوكيات الاجتماعية في المجتمع وضعف الوعي بطرق الوقاية والفحص المبكر، مؤكدين أن استمرار هذه العوامل قد يؤدي إلى ارتفاع تدريجي في معدلات الإصابة.
جاءت هذه التحذيرات خلال ورشة علمية نظمتها الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (إمفنت) وشركة MSD بالتعاون مع وزارة الصحة، والتي هدفت إلى تسليط الضوء على أهمية الكشف المبكر والتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمواجهة المرض قبل أن يتحول إلى عبء صحي متزايد، بحسب الرأي.
وأكد رئيس قسم السيطرة على السرطان في وزارة الصحة الدكتور عبدالله معتوق، أن عدد حالات سرطان عنق الرحم في الأردن يتراوح بين 50 و60 حالة سنوياً، وسجل ارتفاعاً طفيفاً في عام 2022 إلى 75 حالة. وأوضح أن الأرقام ما تزال منخفضة لكنها قد ترتفع مستقبلاً نتيجة التغيرات في السلوكيات المجتمعية، مشيراً إلى أن السبب الرئيس للإصابة يعود إلى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الذي ينتقل عبر الاتصال الجنسي، وله أكثر من 200 نوع، منها 14 نوعاً عالي الخطورة قد تؤدي إلى السرطان.
وأضاف معتوق أن وزارة الصحة تنفذ حالياً دراسة ميدانية في محافظة المفرق لقياس مدى انتشار الفيروس بين السيدات تمهيداً لتوسيعها إلى محافظات أخرى، مؤكداً أن السجل الوطني للسرطان هو المرجع الأساس في تتبع أنواع السرطان وتوزيعها في المملكة. وشدد على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في مواجهة المرض، مبيناً أن سرطان عنق الرحم هو رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء عالمياً، حيث سُجلت 660 ألف حالة جديدة و350 ألف وفاة عام 2022.
من جانبه، حذر أخصائي الأورام الدكتور صلاح عباس من أن المجتمع الأردني قد يشهد ارتفاعاً مقلقاً في حالات سرطان عنق الرحم خلال السنوات القادمة، موضحاً أن الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض تحدّ من الحديث عنه أو الكشف المبكر له. وقال: “قبل عشر سنوات لم نكن نرى حالات تذكر، أما اليوم فأرى شهرياً 3 إلى 4 حالات، بعضها في مراحل متقدمة”، مؤكداً أن التطعيم والفحص المبكر هما أفضل وسيلتين للوقاية وأن الشفاء ممكن في المراحل الأولى.
كما أكدت الدكتورة زينة عبد المجيد من شبكة إمفنت أن القضاء على سرطان عنق الرحم في الأردن يتطلب نهجاً وطنياً شاملاً يجمع بين الوقاية والكشف المبكر والعلاج، مشددة على أهمية إدماج لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ضمن البرنامج الوطني للتطعيم. وأوضحت أن إمفنت تعمل على دعم وزارة الصحة من خلال حملات التوعية وبناء قدرات الكوادر الصحية والإعلاميين في مجالات التثقيف الصحي، ونقل الرسائل الدقيقة حول أهمية الكشف المبكر لصحة المرأة.
واختُتمت الورشة بالتأكيد على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي وتمكين النساء من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية دون وصمة أو تمييز، والتعاون بين الجهات الصحية والإعلامية والمجتمع المدني لتحقيق هدف القضاء على سرطان عنق الرحم في الأردن والمنطقة




