هلا نيوز
حذرت دراسة علمية واسعة نُشرت في مجلة “ذا لانسيت” الطبية من أن بعض أدوية الاكتئاب الشائعة قد تزيد من مخاطر السمنة ومشاكل القلب.
الدراسة، التي أجراها باحثون في كلية كينغز لندن على أكثر من 58 ألف مريض، قارنت بين 30 نوعًا من مضادات الاكتئاب، ووجدت اختلافات ملموسة في تأثيراتها الجسدية، خصوصًا على صحة القلب والأوعية الدموية.
وأظهرت النتائج أن دواء أميتريبتيلين، وهو من أقدم مضادات الاكتئاب وأكثرها وصفًا، يُعد من أكثر الأدوية المثيرة للقلق، إذ اكتسب نحو نصف المرضى وزنًا زائدًا بعد أسابيع قليلة من استخدامه، بزيادة تقارب 1.5 كجم خلال ثمانية أسابيع فقط، مع ارتفاع واضح في معدل ضربات القلب وضغط الدم، ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والوفاة المبكرة.
وأشارت الدراسة إلى أن كل زيادة قدرها 1 كيلوجرام في الوزن قد ترفع خطر أمراض القلب بنسبة 3%، فيما ارتفع معدل ضربات القلب لدى مستخدمي دواء نورتيبتيلين بأكثر من 13 نبضة في الدقيقة. كما ارتبطت أدوية مثل ميرتازابين ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات بزيادة الوزن، في حين لوحظ انخفاض طفيف لدى مستخدمي أدوية أحدث مثل سيتالوبرام.
وأوصى الباحثون بتحديث الإرشادات الطبية لتشمل تقييمًا دقيقًا لتاريخ المريض الصحي قبل اختيار الدواء، وإجراء فحوصات دورية لمرضى الاكتئاب خلال فترة العلاج. وأكدت الدكتورة توني بيلينجر، كبيرة الباحثين، أن “مضادات الاكتئاب ليست متطابقة”، محذرة من التغييرات السريعة في الوزن وضغط الدم.
كما دعا الخبراء إلى عدم التوقف المفاجئ عن العلاج، مشددين على أن الدراسة لا تلغي الفوائد المؤكدة لهذه الأدوية على الصحة النفسية، وأن تأثيراتها تختلف من شخص لآخر. وأوصت الدراسة باتباع نهج علاجي مشترك بين الطبيب والمريض لاختيار الدواء الأنسب وتقليل المخاطر
