لماذا لا تفقد الوزن رغم الرياضة المنتظمة؟

رغم أن المعادلة الأساسية لفقدان الوزن تبدو بسيطة احرق سعرات أكثر مما تتناول، إلا أن تطبيقها في الواقع ليس بهذه السهولة.
كثيرون يعتمدون على التمارين الرياضية لتحقيق التوازن مع النظام الغذائي، لكن الدراسات تشير إلى أن تأثيرها على خسارة الوزن المباشرة قد يكون محدودا.
ومع ذلك، لا ينبغي الاستغناء عن الرياضة؛ إذ تلعب دورا محوريا في الحفاظ على الوزن بعد فقدانه، إلى جانب فوائدها الصحية الأخرى.
لماذا لا تنجح الرياضة دائما في خفض الوزن؟
يشرح الباحثون وفقا لموقع “ساينس أليرت”، أن التمارين قد تحفّز الشهية لدى البعض؛ ما يدفعهم لتناول مزيد من الطعام.
كما أن الجسم قد يقلّل من نشاطه في باقي اليوم بشكل غير واعٍ بعد ممارسة الرياضة، في محاولة لتوفير الطاقة.
إضافة إلى ذلك، يتكيّف الجسم مع الجهد مع الوقت، فيصبح أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، ما يقلل من السعرات المحروقة وهي عملية تُعرف بـ”التكيف الأيضي”.
دور الرياضة في الحفاظ على الوزن
تشير دراسة شملت أكثر من 1100 شخص إلى أن النشاط البدني لا يؤثر كثيرا في فقدان الوزن الأولي، لكنه يرتبط بشكل كبير بالقدرة على الحفاظ على الوزن المفقود لاحقا.
كما ارتبطت التمارين بتحسينات واضحة في الكوليسترول، والتحكم في سكر الدم، وتقليل الالتهابات، وهي عوامل تخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
وتُظهر الأبحاث أن الجمع بين الرياضة وأدوية إنقاص الوزن مثل “ساكسيندا” يعطي نتائج أفضل من الاعتماد على الدواء وحده.
كيف تساعد التمارين في منع استعادة الوزن؟
أحد الأسباب هو أن ممارسة الرياضة ترفع معدل حرق الطاقة أثناء الراحة؛ ما يعوّض التراجع الطبيعي في الأيض بعد خسارة الوزن.
كما أن التمارين، وخصوصا تمارين المقاومة ورفع الأثقال، تساعد في الحفاظ على الكتلة العضلية، وبالتالي تحافظ على نشاط عملية الأيض.
وتحسّن التمارين أيضا قدرة الجسم على حرق الدهون والانتقال بين استخدام الكربوهيدرات والدهون كمصدر للطاقة، وهو ما يُعرف بالمرونة الأيضية.
كذلك ترفع حساسية الأنسولين؛ ما يقلل من تخزين الدهون في الجسم.
وإلى جانب دورها في تثبيت الوزن، تحسن التمارين النوم والمزاج وتقلل التوتر؛ ما ينعكس إيجابا على الصحة العامة.
فانخفاض هرمون الكورتيزول الناتج عن التوتر يعني أيضا تقليل تراكم الدهون في الجسم.