الأخبار الدولية

“ثورة دفاعية”.. وادي السيليكون يبدأ الحرب ضد الطائرات المسيرة

يقود وادي السيليكون مع شركات ناشئة في أوروبا وخارجها “ثورة دفاعية” لتطوير أنظمة متقدمة ضد الطائرات المسيرة لحماية المطارات، وممرات الشحن العالمية، والبنية التحتية الحيوية في القارة وخارجها.

وتأتي هذه الجهود كرد فعل على التهديدات المتزايدة من الطائرات المسيرة، التي تتنوع في أشكالها وأحجامها، من الهجمات القتالية إلى عمليات التجسس، سواء كانت تحلق منفردة أو في أسراب، بحسب ما كشف تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

وتتنوع التقنيات المطورة لمواجهة هذه التهديدات، مما يعكس تعقيد التحدي، إذ تشمل الأنظمة التصادم المباشر، وإطلاق الكريات، والتشويش الإلكتروني، وأشعة الليزر، وحتى إطلاق الشباك كما في قصص “سبايدر مان”.

ويحدد السياق الدفاعي نوع الرد، ففي أوكرانيا، يركز الدفاع على ساحات المعركة، بينما في المدن الأوروبية المزدحمة، يتطلب الأمر حماية دقيقة للبنية التحتية من طائرات التجسس. وفي جميع الحالات، يجب أن تكون الأنظمة سريعة النشر، منخفضة التكلفة، ولا تتجاوز قيمتها تكلفة الهدف نفسه.

وكان الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، أعلن مؤخراً عن مبادرة جديدة لمساعدة الأعضاء في كشف وإحباط الطائرات المسيرة. وجاء هذا الإعلان في وقت تتسابق فيه الحكومات والشركات عبر الناتو للحاق بأوكرانيا، التي أصبحت مختبراً للابتكار الدفاعي بسبب الهجمات الروسية المتواصلة.

من وادي السيليكون، بدأت الجهود التجريبية ضمن الحملة الدفاعية، وتبرز شركة مارا في سان فرانسيسكو، التي وصلت إلى نهائيات مسابقة ابتكار للجيش الأمريكي وشاركت في “فلاي تراب”، إذ تطور أنظمة اعتراض صغيرة الحجم للبنية التحتية الحيوية، حتى أثناء الحركة.

ويقول دانيال كوفمان، الرئيس التنفيذي: “نعرض أنظمة اعتراض سبايك الرخيصة جداً لقوات أمريكية وناتو، وبدأنا العمل مع وحدات أوكرانية، مع أمل في طلب من الجيش الأوكراني بعد الاختبارات الميدانية العام المقبل”.

وليست المقذوفات الوحيدة، فشركة إلكترو أوبتيك سيستمز تطور ليزرات عالية الطاقة لتدمير الطائرات المسيرة، قادرة على إصابة 20 طائرة في الدقيقة. كما يوضح أندرياس شوير، الرئيس التنفيذي، “فالنظام يعمي أو يحرق عدة طائرات في وقت واحد، ويحقق أداء جيداً في أوكرانيا لحماية الأصول العسكرية والبنية التحتية مثل محطات الطاقة”.

لكن معظم الحلول لا تزال تجريبية، وتواجه قيوداً في التكلفة، والنطاق، والموثوقية، ومع ذلك، تؤكد التجارب أن النهج متعدد الطبقات، الذي يجمع بين أنظمة الكشف والاستجابة، هو الأكثر فعالية.

وتتعلم جيوش الناتو دروساً قيمة من أوكرانيا، فقد اختبر الجيش الأمريكي دفاعات ميدانية ضد الطائرات المسيرة في أوروبا من خلال برنامج “مشروع فلاي تراب”. أما بولندا، التي واجهت توغلات روسية في سبتمبر، فقد عززت دفاعاتها بالكامل، بينما أعلنت المملكة المتحدة تعاوناً مع أوكرانيا لإنتاج صواريخ “أخطبوط” الاعتراضية في مصنع بريطاني، لدعم كييف والاستفادة من خبرتها.

وفي ألمانيا، سرعت التغييرات القانونية للسماح للقوات المسلحة والشرطة بإسقاط الطائرات المعادية، بعد إغلاقات متكررة لمطار ميونيخ بسبب الاقتحامات.اختارت القوات الألمانية شركة تايتان تكنولوجيز، الناشئة في ميونيخ، لتطوير نظام مضاد للطائرات المسيرة.

فيما تختبر السويد، عبر شركة الدفاع الجوي النورديك صواريخ اعتراضية خفيفة الوزن، لا تتجاوز 9 أونصات، قادرة على تدمير طائرات مسيرة بسرعة 170 ميلاً في الساعة وعلى ارتفاع 6000 قدم. مقذوفات “كروجر 100″، التي يقل طولها عن قدمين، تُطلق من مدافع يدوية أو صناديق تحمل أكثر من 12 مقذوفة، بسعر 5000 دولار للواحد، مع بدء التسليم العام المقبل.

كما تطور شركات في إسرائيل، أوروبا، والولايات المتحدة ليزرات مشابهة، بينما تبدو أنظمة الميكروويف واعدة ضد الأسراب، إذ تحرق الإلكترونيات عبر مساحات واسعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى