“وول ستريت جورنال”: ترامب يصر على “الدبلوماسية الشخصية” لإنهاء حرب أوكرانيا

يراهن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على أن جولة أخرى من الدبلوماسية الشخصية ستحقق انفراجة في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا، بعد أشهر من مفاوضات السلام الفاشلة.
ويعمل فريق ترامب خلف الكواليس على دعم المفاوضات بنفوذ دبلوماسي أكبر مما مارسه في قمته مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في أغسطس/آب، وهو أمر سيُختبر في بودابست خلال أسابيع، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.
ولا يخلو قرار ترامب بتنظيم قمة رفيعة المستوى أخرى مع بوتين من المخاطر، إذ انتهى اجتماعهما السابق من دون نجاح ملموس، واعتُبر على نطاق واسع فوزاً لموسكو.
كما يُبدي الرئيس الأمريكي حتى الآن تردداً في تصعيد الضغط على نظيره الروسي، ويخشى منتقدوه أن تتيح قمة أخرى لروسيا فرصة لكسب المزيد من الوقت لتنفيذ خططها الحربية.
وسعياً للتمهيد للتوصل إلى اتفاق، تخطط الولايات المتحدة لعقد اجتماعات على مستوى أدنى مع روسيا أكثر مما عُقد قبل محادثات ألاسكا، وفقًا لمسؤولين في الإدارة. وسيقود الجانب الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو بدلًا من المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وهو تغيير اعتبره المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون إيجابياً.
وغادر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اجتماعاً في البيت الأبيض مع ترامب، يوم الجمعة، من دون التزام أمريكي بتوفير صواريخ توماهوك بعيدة المدى، التي يبلغ مداها أكثر من 1000 ميل ويمكن أن تصل إلى أهداف في عمق روسيا.
الضغط غير المُفعّل
وإلى جانب التخلي عن تقديم الدعم العكسري لأوكرانيا، فإن مسؤولين داخل الإدارة لاحظوا أيضاً تردد ترامب في الضغط على بوتين، الذي لم يُبدِ حتى الآن اهتماماً يُذكر بالتنازلات اللازمة لإبرام اتفاق، بل إنّ مسؤولاً في الإدارة أشار إلى أن البيت الأبيض يمارس ضغوطاً على كييف أكثر من موسكو.
ويلفت دانييل فريد، مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق للشؤون الأوروبية، إلى أن هناك أدوات لزيادة الضغط على الروس اقتصادياً وعسكرياً، لكنها غير مفعّلة.
بعد توسطهم في وقف إطلاق النار في غزة، أعرب مسؤولون أمريكيون عن تفاؤلهم بأن زخم اتفاق سلام واحد قد يُمهّد الطريق لاتفاق آخر. في الشرق الأوسط، أعلن ترامب نجاح اتفاقه، بينما لم تُستكمل بعدُ تفاصيل جوهرية حول كيفية تنفيذه.
لكن المفاوضات مع روسيا تتطلب نهجاً مختلفاً، وفقاً لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين ومحللين ذوي خبرة في المنطقة، إذ يرى صمويل شاراب، المراقب المخضرم للشؤون الروسية والمحلل السياسي البارز في مؤسسة راند، بأن المسؤولين الروس يركزون على العملية والدبلوماسية التقليدية.
وفي ولايته الثانية، احتفل ترامب بلقب “رئيس السلام”، مستعرضاً نهجه القائم على “السلام بالقوة” كدليل على أن قوة الإرادة وحدها كفيلة بإبرام صفقات تُنهي الحروب، كما زعم أنه حسم ثماني حروب، وهو ادعاء محل شك.
ولطالما أعرب عن دهشته من أن حرب روسيا في أوكرانيا كانت الأصعب، إذ قال الشهر الماضي: “ظننتُ أنها ستكون الأسهل، بفضل علاقتي بالرئيس بوتين. لكنه خذلني”.
ومع تصاعد إحباط ترامب تجاه بوتين، أشار مسؤولون في الإدارة إلى أنهم يفكرون في استخدام المزيد من الأدوات للضغط على روسيا.
في الأشهر الأخيرة، وسّعت الولايات المتحدة نطاق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا لضرب أهداف داخل روسيا، وفرضت رسوماً جمركية باهظة على الهند، أحد أهم شركاء روسيا التجاريين. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وفي كلمة ألقاها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وعد وزير الدفاع بيت هيغسيث بأن “القوة النارية” ستصل إلى أوكرانيا عبر الأسلحة الأمريكية.
في غضون ذلك، يعمل البيت الأبيض سراً مع المشرعين الراغبين في المضي قدماً في تشريع يمنح ترامب سلطة واسعة لفرض عقوبات على روسيا، حتى مع إشارة الرئيس الأمريكي هذا الأسبوع إلى أن “التوقيت قد لا يكون مثالياً” قبل القمة مع بوتين.