الأخبار الدولية

روته: أكثر من نصف دول حلف الناتو تنضم إلى برنامج الدعم الدفاعي لأوكرانيا

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الأربعاء، أن أكثر من نصف دول الحلف انضمت إلى برنامج قائمة الاحتياجات الأوكرانية ذات الأولوية (PURL)، الهادف إلى تزويد أوكرانيا بالمعدات الأميركية الضرورية للدفاع عن أراضيها وحماية شعبها، مشددا على أن دعم كييف سيستمر بلا انقطاع باعتباره جزءًا أساسيًا من أمن الحلف نفسه.

جاءت تصريحات روته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في بروكسل عقب اجتماع وزراء دفاع الناتو، وهو الأول منذ قمة لاهاي، حيث أكد أن الوزراء بحثوا التحديات الراهنة للأمن الجماعي وسبل تعزيز القدرات الدفاعية، مشيرًا إلى أن الحلفاء اتفقوا على مواصلة الاستثمار في الدفاع وتنفيذ التزامات قمة لاهاي المتعلقة بزيادة الإنفاق العسكري والإنتاج الدفاعي.

وقال الأمين العام، إن الناتو تصدى مؤخرًا لطائرات مسيّرة ومقاتلات انتهكت أجواء الحلف “بسرعة وحسم”، مما أظهر فعالية منظومة الردع والدفاع، مؤكداً أن تلك الحوادث شكّلت حافزًا لتطوير الجاهزية الدفاعية أكثر. وأوضح أن الحلف عزز يقظته في بحر البلطيق وأطلق عملية “الحارس الشرقي” التي تهدف إلى رفع الجاهزية والمرونة على طول الجناح الشرقي أو في أي موقع تستدعيه الحاجة.

وأشار إلى أن سرعة الحلفاء في توفير موارد عسكرية إضافية “مذهلة”، مضيفا أن الاجتماع شهد توافقًا على المضي في بناء القدرات وتنفيذ التزامات قمة لاهاي لزيادة الاستثمار في الدفاع، والتخطيط لتحقيق استدامة طويلة الأمد لهذه الاستثمارات.

وتناول وزراء الدفاع، بحسب روته، ابتكار طرق جديدة للتعامل مع التهديدات الحديثة، وعلى رأسها الطائرات المسيرة، معلنًا أن الناتو سيُنفّذ مجموعة إضافية من إجراءات مكافحة المسيّرات لتعزيز قدرته على مواجهتها.

وأوضح أن تسعة من الحلفاء اجتمعوا الشهر الحالي إلى جانب أوكرانيا لدعم الدنمارك في مواجهة تهديدات الطائرات المسيّرة، واصفًا ذلك بأنه “نموذج قوي للتعاون السريع والفعّال داخل الحلف”.

وأضاف أن الناتو سيواصل هذا النهج في التصدي للتهديدات الهجينة، بما فيها تهديدات الطائرات بدون طيار، من خلال تطوير آليات لتبادل القدرات والخبرات بين الحلفاء في أوقات الحاجة.

وأشار إلى أن الحلف يختبر حاليًا، في إطار عملية الحارس الشرقي، أنظمة متكاملة تساعد على رصد وتتبع وتحـييد التهديدات الجوية، مؤكدًا أن الابتكار والتكيف “جزء من هوية الناتو”.

وأكد أن الحلف سيستمر في التعاون مع أوكرانيا وتسريع الابتكار وتعميق الشراكة مع القطاع الخاص، وتطوير تقنيات جديدة عبر دورات مكثفة من الاختبارات والتمارين، فضلًا عن استخدام آليات الشراء المشتركة لتوفير قدرات فعالة من حيث الكلفة.

كما شدد على استمرار التعاون مع الاتحاد الأوروبي؛ لضمان أمن الأجواء من خلال التنسيق بين الجهات العسكرية والمدنية.

وقال الأمين العام: “الناتو هو حلف دفاعي وسيبقى كذلك، لكنه مستعد وقادر على فعل ما يلزم لحماية مليار إنسان يعيشون ضمن أراضيه”، مشيرًا إلى أن وزراء الدفاع جددوا التزامهم بزيادة الإنفاق الدفاعي وتعزيز الإنتاج العسكري وتكثيف دعم أوكرانيا، وأن القوات تمتلك الأدوات والصلاحيات اللازمة وتواصل التدريب والتكيف عند الحاجة.

وأضاف: “نحن لا ننخرط في ردود انتقامية، لكننا نتخذ كل ما يلزم لحماية أنفسنا، وزيادة كلفة أي عدوان محتمل، وتأكيد أن عزيمتنا لا تتزعزع”.

وأكد أن دعم أوكرانيا يظل جزءًا أساسيًا من أمن الحلف، مشيرًا إلى أن التمويل من الحلفاء يمكّن أوكرانيا من الحصول على معدات أميركية أساسية عبر برنامج PURL، الذي بدأ بستة حلفاء، واليوم انضمت إليه أكثر من نصف الدول الأعضاء لتأمين تدفق هذا الدعم الحيوي.

وأوضح روته أن هذه المساعدات، إلى جانب الدعم العسكري المباشر لأوكرانيا، تُحتسب ضمن أهداف الإنفاق الدفاعي للحلف، مشددًا على أن هذا الدعم سيستمر.

وذكر أن وزير الدفاع الأوكراني دينيس شميهال شارك في اجتماع مجلس الناتو–أوكرانيا، إلى جانب الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.

وقال روته، إن جميع الحلفاء يدعمون الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب وضمان سلام عادل ودائم، لكنه أشار إلى أن “روسيا تواصل قصف أوكرانيا يومًا بعد يوم، مستهدفة المدنيين والبنية التحتية، بما فيها شبكات الطاقة، ما يترك الناس بلا تدفئة ولا كهرباء ولا ماء مع اقتراب الشتاء”، مؤكدًا أن دعم الناتو لكييف “سيستمر دون انقطاع”.

وفي رده على أسئلة الصحفيين، نفى روته وجود أي ازدواج بين مبادرة الناتو الخاصة بالدفاع ضد الطائرات المسيّرة والمبادرة الأوروبية، موضحًا أن الناتو يتولى الجوانب العسكرية والتقنية بينما يركّز الاتحاد الأوروبي على تمويل الصناعة الدفاعية وجمع الشركات ضمن السوق الداخلية.

وأكد أن هناك “تعاونًا وثيقًا وتنسيقًا دائمًا” بين الجانبين، مضيفًا: “نحن نكمل بعضنا بعضًا ولا نتنافس”.

ورحب الأمين العام بالتعاون الوثيق بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قائلًا إن “اللقاء بينهما خطوة مهمة في الجهود الرامية إلى دفع بوتين نحو طاولة المفاوضات والتوصل إلى نهاية دائمة للحرب”، مشيرًا إلى أن الأوروبيين يعملون مع كندا والولايات المتحدة على صياغة ضمانات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا.

وفي رده على سؤال حول الحرب الهجينة الروسية، قال روته، إن “اقتصاد الناتو يفوق الاقتصاد الروسي بـ25 مرة”، مشددًا على أن الحلف مستعد تمامًا لأي تهديد، وأن قواته تملك “أفضل المعدات وأعلى مستويات التدريب”، داعيًا إلى الثقة في قدرات الجيوش الحليفة، وعدم تضخيم قدرات موسكو.

كما أشاد بالتعاون مع أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا ضمن شراكة “الرباعية الهندو–الأطلسية (IP4)”، معتبرًا أن الأمن في أوروبا والمحيط الهادئ مترابط، وأن الحلف سيواصل التدريب والتعاون مع هذه الدول لمواجهة التحديات المشتركة.

وفي ختام المؤتمر، أكد الأمين العام أن الرئيس ترامب لعب “دورًا حاسمًا” في نجاح قمة لاهاي التي أقرت رفع هدف الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي، بما في ذلك 3.5% للإنفاق الدفاعي الأساسي، مشيرًا إلى أن إسبانيا وافقت بالإجماع على أهداف القدرات الدفاعية خلال القمة، مؤكدًا أن “الوحدة الكاملة بين جميع الدول الأعضاء كانت حجر الأساس في هذا النجاح”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى