يحذر خبراء التغذية من انتشار مقاطع على منصة تيك توك تزعم أن شرب بيكربونات الصوديوم (صودا الخَبز) الممزوجة بالماء يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن، وتحسين الأداء الرياضي، وحتى تقليل خطر الإصابة بالسرطان، مؤكدين أن هذه الادعاءات تفتقر إلى الأدلة العلمية وقد تكون ضارة بالصحة.
وبحسب اختصاصيي تغذية تحدثوا لموقع Healthline، فإن بيكربونات الصوديوم مركب كيميائي يُستخدم عادة في الخبز والتنظيف وأحيانًا كمضاد للحموضة. وعند إذابته في الماء، يصبح مستواها القلوي (الـpH) حوالي 8.5، ما يعني قدرتها على معادلة الأحماض. لكن تناولها بانتظام يمكن أن يؤثر سلبًا على امتصاص العناصر الغذائية ويخل بتوازن حموضة المعدة.
ومن بين الادعاءات الستة الأكثر انتشارًا حول فوائدها الصحية، تشير بعض الدراسات المحدودة إلى أن صودا الخَبز قد تساعد مؤقتًا في تحسين التحمل الرياضي عبر تقليل تراكم الأحماض أثناء التمارين المكثفة، إلا أن الخبراء يحذرون من أن الجرعات الزائدة تسبب اضطرابات معوية حادة. كما يمكنها تخفيف أعراض الحموضة مؤقتًا، لكنها ليست علاجًا طويل الأمد.
أما الادعاءات التي تزعم أن بيكربونات الصوديوم تساعد في إنقاص الوزن أو الوقاية من السرطان أو تحسين وظائف الكلى، فهي غير مدعومة بأدلة موثوقة. وأوضح الخبراء أن استخدامها لعلاج أمراض الكلى المزمنة يجب أن يتم فقط تحت إشراف طبي، إذ قد يؤدي الاستخدام العشوائي إلى اضطراب في توازن الحموضة في الجسم.
وأشارت مراجعات علمية إلى أن بيكربونات الصوديوم قد تقلل الالتهابات أو تؤثر على نمو الأورام في تجارب حيوانية، لكن الأبحاث الحالية غير كافية لتأكيد هذه الفوائد لدى البشر.
وحذر الأطباء من أن تناول كميات كبيرة من بيكربونات الصوديوم يمكن أن يؤدي إلى الانتفاخ، والتقيؤ، وتشنجات المعدة، وارتفاع ضغط الدم، وعدم توازن الإلكتروليتات، نظرًا لمحتواها العالي من الصوديوم إذ تحتوي ملعقة صغيرة واحدة على نحو 1200 ملغ من الصوديوم، أي ما يقارب الكمية اليومية الموصى بها.
ويؤكد الخبراء أن على المستخدمين عدم الانسياق وراء اتجاهات تيك توك التي قد تسعى إلى جذب المشاهدات أكثر من الاهتمام بالصحة والسلامة.
