الأخبار العربية
الجزائر تكشف لأول مرة مخططًا لقصف «قصر الأمم» أثناء إعلان الدولة الفلسطينية عام 1988

محتوى المقالة
Toggleالاخبار العربية – هلا نيوز اونلاين
تبون قال إن هناك “مخاطر” كانت تحاك ضد الجزائر في ذلك الوقت، بينها تدمير مقر الاحتفال بقصف قصر الأمم، لكنه لم يحدد الجهة التي كانت وراء المخطط. أضاف أن الجزائر اتخذت تدابير أمنية للدفاع الجوي والرادارات لمنع تنفيذ أي هجوم محتمل، إلى جانب تعبئة مقاتلات اعتراضية عند الحاجة.
هذا الإعلان يُعد أول تأكيد رسمي من أعلى سلطة جزائرية لمثل هذا المخطط، بعد أن كانت مثل هذه الأقاويل تُنشر في وسائل إعلام ومنصات غير رسمية على مدى السنوات. تبون ربط التصريح بموقف الجزائر الثابت من القضية الفلسطينية، مؤكداً أن الجزائر لم تتراجع أو تنازل رغم التهديدات.
الجزائر تكشف لأول مرة مخططًا لقصف «قصر الأمم» أثناء إعلان الدولة الفلسطينية عام 1988: بين الحقيقة والتكهنات
في 11–12 أكتوبر 2025، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وللمرة الأولى رسميًا، وجود مخطط لقصف قصر الأمم بالعاصمة الجزائر في الذكرى التي شهدت إعلان قيام دولة فلسطين عام 1988. هذا الادعاء أثار تساؤلات وتحليلات في الأوساط الإعلامية والسياسية، خاصة أنه يأتي بعد أكثر من ثلاثين عامًا من الحدث، وفي ظروف إقليمية متوترة في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. في هذه المقالة، أحاول استعراض الوقائع المتاحة، تقييم المصداقية، ووضع الإعلان في إطاره التاريخي والدبلوماسي.
السياق التاريخي: الجزائر وفلسطين في 1988
-
في 15 نوفمبر 1988، استضافت الجزائر الدورة التاسعة للمجلس الوطني الفلسطيني في قصر الأمم بالعاصمة، حيث أعلن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطين.
-
الجزائر طوال عقود كانت من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، وقدمت استضافة سياسية ورمزية للقيادة الفلسطينية في زمن كانت الضغوط على هذه القيادة كبيرة. عبر السنوات، تداولت بعض المصادر غير الرسمية والتقارير الشعبية فكرة أن جهات معادية قد خططت لاستهداف مكان الإعلان في الجزائر، لكن تلك الأقاويل لم تترسخ في السجلات الرسمية أو في الأبحاث المحققة الموثقة إلى حد كبير.
الإعلان الجديد: ما جاء به تبون
حسب تصريحات الرئيس تبون:
قال إن الجزائر في ذلك الزمن واجهت “مخاطر كبيرة” من بينها مخطط لقصف قصر الأمم خلال انعقاد فعالية إعلان الدولة.
لم يُسَمِّ الجهة التي تقف وراء المخطط، لكنه ألمح إلى أن هذه التهديدات كانت تُشكّل جزءًا من الضغوط التي استهدفت معاقبة الجزائر أو ردعها بسبب دعمها للفلسطينيين. أشار إلى أن الجزائر آنذاك اتخذت تدابير دفاعية مثل نشر أنظمة رادار، الدفاع الجوي، وربما مقاتلات اعتراضية في الأجواء، لمنع تنفيذ أي هجوم محتمل.
-
في كلمته، ربط هذا الإعلان بموقف الجزائر الراسخ من القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذا الكشف يأتي في سياق تأكيد أن الموقف لم يكن بلا ثمن ولم يكن بلا تضحيات.
المؤشرات التي تدعم احتمال وجود المخطط
-
تناقل طويل الأمد للأقاويل
عبر السنوات، نشرت بعض المنصات والتقارير غير الرسمية فكرة أن هناك تهديدات باغتيال أو تدمير للمقر، وأن الجيش الجزائري كان على اطلاع على تهديدات أمنية قبل الحدث.
العام 1988 كان زمن توترات عالية إقليمية، خاصة مع النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وضغوط على الدول التي تتخذ مواقف داعمة. في مثل هذه الأجواء، يمكن أن يكون استهداف رمزي كهذا مطروحًا في حسابات الجهات المعادية، على الأقل في التفكير الاستخباراتي. -
الكشف الرسمي الآن يعطي وزنًا إضافيًا
أن يُعلن الرئيس نفسه بهذا الأمر اليوم يعني أن هناك على الأرجح معلومات جديدة أو أن الملفات الأمنية أصبحت مؤهلة للكشف بعد مرور الزمن، أو أن هناك مصلحة سياسية في الإبراز الآن.
العوامل التي تضعف المصداقية أو تثير الشك
-
غياب الأدلة العلنية
حتى الآن، لا توجد تقارير استخباراتية معلنة أو بكشف وثائق منشورة (مثل وثائق أرشيفية أو أدلة موثقة من جهات محايدة) تدعم وجود المخطط بدقة. الإعلان مقتصر على تصريحات شفوية من الرئيس. -
عدم تسمية الجهة المسؤولة
لو كان المخطط قد كشف عنه آنذاك أو بعد سنوات من التحقيقات، يُتوقع أن تُذكر الجهة التي خططت له (دولة، جهاز استخباراتي، منظمة) بشكل أقوى، لكن التسمية غائبة في التصريحات. هذا الأمر قد يشير إلى أن المعلومات في مرحلة رأي أو تقييم وليست مدعومة بأدلة محكمة. -
التأخر في الكشف
مرور أكثر من 30 سنة على الحدث يجعل من الصعب التحقق بدقة أو جمع الأدلة المادية (وثائق، شهادات، مراسلات). وقد يُساء استخدام الإعلان في سياق سياسي معاصر، أي أن له بعدًا الرمزيّة السياسية اليوم. -
التداخل مع القصص الشعبية والأسطورية
كثيرًا ما تتغذى الذاكرة الجماعية والروايات الوطنية على قصص بطولية عن مواجهة التهديدات حتى لو لم تُتحقق تمامًا. بعض الأيقونات الوطنية تُبنى أو تُروّج عبر مثل هذه الروايات التي تُمجّد دور الأجهزة الأمنية والدول في التصدي للمؤامرات الخفية.
مقارنات تاريخية: هل ثمة أمثلة مماثلة؟
في 11 ديسمبر 2007، وقعت تفجيرات استهدفت مبنى الأمم المتحدة ومقر المحكمة الدستورية في الجزائر، مما اضطر الأمم المتحدة إلى إعادة تقييم أمن مقراتها في الجزائر.
لكن تلك الهجمات حدثت ضمن صراع داخلي (العنف المسلح، الإرهاب) في الجزائر، وليس في إطار صراع دولي مباشر على استضافة حدث سياسي.
لا توجد في المصادر المتاحة حتى الآن حالة معروفة وموثقة على نطاق واسع تُشبه تحديدًا قصف مقر إعلان دولة فلسطينية داخل دولة مضيفة.
Followers 3