العلم يكشف لغز الموت المفاجئ: المخ وليس القلب هو المتهم الأول

هلا نيوز
تكررت حوادث الموت المفاجئ الذي لا تسبقه أي مقدمات مرضية تعلن قدومه أو تنذر بمداهمته، خاصة بين الشباب، ما دفع العلماء إلى البحث في أسباب هذه الظاهرة الغامضة التي لا تزال تحيّر الأطباء حول العالم.
وقد رصد فريق علمي من جامعة ميتشغن الأميركية ظاهرة جديدة غير متوقعة، إذ تبين أن المخ وليس القلب هو العامل الحاسم في الدقائق الأخيرة التي تسبق الموت المفاجئ. ففي تجربة أجريت على الفئران، قام العلماء بمراقبة نشاط الدماغ والقلب أثناء انخفاض الأكسجين في الجسم، ولاحظوا أن الدماغ يرسل سيلاً من الإشارات إلى القلب قبل أن يتوقف مباشرة. والمثير أن الفئران التي تم اعتراض هذه الإشارات نجت من الموت، ما يفتح الباب أمام أمل علمي جديد لتطوير أدوية أو تقنيات تمنع هذه الإشارات وتنقذ الأرواح في المستقبل.
أما الأسباب المعروفة حتى الآن للموت المفاجئ فتشمل الطفرات الجينية، حيث سجل علماء الدنمارك طفرة مسؤولة عن إنتاج بروتين يختلّ معه توازن شوارد الكالسيوم في الجسم، ما يؤدي إلى اضطراب كهرباء القلب وتوقفه. كما يُعد تضخم عضلة القلب الوراثي من أبرز الأسباب بين الرياضيين والشباب، إضافة إلى تشوهات في شرايين القلب التاجية التي تسبب نقصًا حادًا في تروية عضلة القلب أثناء الجهد البدني، فضلًا عن اضطرابات كهربائية مكتسبة أو موروثة تؤدي إلى خلل في نبض القلب.
ورغم التقدم الطبي، يبقى الموت المفاجئ لغزًا يصعب التنبؤ به، لكن الخبراء يشددون على أهمية تعلم الإنعاش القلبي الرئوي، وهي مهارة أصبحت تُدرّس في المراكز الطبية والاجتماعية في دول عدة، بما فيها كندا وأمريكا ومصر، إذ يمكن أن تكون الفارق بين الحياة والموت في لحظة حرجة