الأخبار العربية

حماس تربط تسليم سلاحها بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة

ذكر مصدر فلسطيني مطّلع على مفاوضات شرم الشيخ، أن حركة حماس تريد ربط تسليم سلاحها وترسانتها الثقيلة إلى اللجنة المعنية بذلك “المصرية – الفلسطينية”، بتنفيذ إسرائيل الانسحاب التدريجي من قطاع غزة.

وأوضح المصدر أن حماس تتمسك بأن يتم وضع تنفيذ كل خطوة انسحاب من القطاع، مقابل تسليم جانب من سلاحها الذي سيتم تقديم حصر له ومطابقته من جانب اللجنة المشتركة التي ستقوم بتسليمه.

وأكد المصدر، أن حماس تضع مخاوف رئيسية أمام الوسيطين المصري والقطري، بشأن الانسحاب الإسرائيلي التدريجي وهو ما يتطلب أن تكون عملية تسليم سلاح الحركة من خلال مراحل هي الأخرى، في ظل عدم تقديم الولايات المتحدة ضمانات تتعلق بالتعامل مع خروج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أي بند من الخطة المقدمة أو الانفصال عن وقف إطلاق النار في حال التوصل إليه.

وأكد المصدر، أن الوسطاء والوفود يقومون خلال اجتماعات على مدار 3 أيام، بجهود كبيرة في بنود الخطة خاصة أن المفاوضات غير مباشرة، وتتطلب تحركات بأوراق العمل بين الطرفين، في ظل عراقيل بشأن تبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وتمسك حماس بأن يكون على رأس قائمة الأسرى المحررين التي قدمتها إلى مصر، مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وحسن سلامة، وعباس السيد.

وأفاد المصدر، بأن ملف الضمانات المطلوبة التي تريدها حركة حماس من الولايات المتحدة ينصب في عدم عودة الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، في حين أن الجانب الإسرائيلي يربط التزامه بذلك بعدم وجود الحركة نهائيًّا بشكل مسلح في القطاع.

ومن بين الضمانات التي تريدها الحركة، بحسب المصدر، أن القيادات والعناصر الذين سيخرجون بشكل آمن من القطاع ويختارون وجهتهم، لا يتعرضون لملاحقات بعد ذلك أو ممارسة  ضغوط على الدول التي سيتواجدون فيها بعد ذلك لتسليمهم.

فيما قال مصدر أمريكي مطلع، أنه إذا قبلت حماس بالبنود ووقعت الاتفاق، ستتولى الولايات المتحدة مسؤولية تنفيذه وهذا يعدّ ضمانة لتحقيق بنود الخطة.

وبحسب المصدر، إذا كانت حماس تريد حقًّا السلام والحفاظ على سكان القطاع، فإن التعامل بإيجابية مع الخطة أفضل ضمانة.

وتحدث المصدر عن أن مفاوضات شرم الشيخ تسير بشكل جيد والرئيس ترامب في حال توقيع الاتفاق سيعمل على دعمه وعدم سقوطه حتى تُنفذ البنود، لافتًا إلى أن الأنباء التي تصل إلى البيت الأبيض عبر الوفد المشارك مبشرة، وأن هناك إنجازًا في بضع نقاط تتعلق بالخطة، فيما يخص تبادل الأسرى، وأنه يتم أيضًا التعامل مع بقية النقاط التي تشهد تأزمًا.

بدوره، يرى الباحث الإستراتيجي الأمريكي دان ريني، أن الضمانة المتاحة أمام حماس هي العزيمة الأمريكية المدعومةً بالقوة والمساءلة ومتابعة تحقيق النتائج التي تجعل السلام أكثر قيمة من جولة أخرى من الحرب.

وقال ريني إنه لا توجد ضمانات يمكن أن تقدمها واشنطن، لأنها لن تمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها، حال تهديد أمنها، مشيرًا إلى أنه بإمكان إدارة ترامب خلق وسائل ردع  حقيقية على كلا الجانبين بحيث يصبح الذهاب إلى حرب أخرى أمرًا صعبًا وغير ضروري.

وأضاف، أن الضمانات تكمن في أن تنفيذ الاتفاق حال التوقيع عليه سيشرف مراقبون أمريكيون وإقليميون عليه، من حيث إدخال المساعدات وإعادة الإعمار، كما ستكون هناك عواقب واضحة لأي شخص ينتهك الشروط؛ ما يعني أن ضمانة تنفيذ الاتفاق مرتبطة بالامتثال لبنوده.

وتابع ريني أن وسائل الردع التي سيتعامل بها الرئيس ترامب لعدم اندلاع الحرب مجددًا في حال التوقيع على الاتفاق، لن تكون مجرد كلمات، لأن الرسالة واضحة، إذا نزعت حركة حماس سلاحها وحافظت على السلام، ستستفيد المنطقة بأكملها، وتعم التنمية الاقتصادية والتعاون والازدهار.

واستكمل أن أي طرف يتصرف خارج الإطار الخاص بالاتفاق في حال توقيعه، سيواجه بضع عواقب، لافتًا إلى أن الهدف ليس تقييد أيدي إسرائيل، بل إعطاء الجانبين سواء أكان الفلسطينيين أم الإسرائيليين، حصة في الاستقرار وإظهار أن كلمة الولايات المتحدة لها وزنها وتركز على تحقيق السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى