تحذيرات في ميشيغان وويسكونسن ومينيسوتا بعد اكتشاف مواد كيميائية مسرطنة في البحيرات العظمى

هلا نيوز
كشفت تقارير بيئية حديثة عن خطر متزايد يهدد ملايين الأمريكيين بسبب تعرضهم لمواد كيميائية خطرة تُعرف باسم مواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل (PFAS)، أو ما يُعرف بـ“المواد الكيميائية الدائمة”، بعد اكتشاف مستويات مرتفعة منها في منطقة البحيرات العظمى، أكبر مصدر للمياه العذبة في الولايات المتحدة.
ووفقًا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أصدرت ولايات ميشيغان وويسكونسن ومينيسوتا تحذيرات جديدة من تناول الأسماك أو الحيوانات البرية المحلية، بعد أن أظهرت التحاليل احتواءها على نسب عالية من تلك المواد السامة المرتبطة بالسرطان واضطرابات الغدة الدرقية ومشاكل النمو.
ورغم عدم صدور تحذيرات رسمية بشأن مياه الشرب بعد، إلا أن سلطات ميشيغان كانت قد نصحت بتجنب ملامسة الرغوة الطافية على سطح المياه لاحتمال احتوائها على PFAS. كما شمل التحذير في ولاية ويسكونسن منطقة جرين باي الواسعة، حيث تم حظر تناول الأسماك والبط البري نتيجة التلوث.
وفي ولاية مينيسوتا، امتدت التحذيرات إلى عشر مقاطعات تطل على بحيرة سوبيريور، فيما شملت تحذيرات ميشيغان 98 بحيرة داخلية من أصل 11 ألف، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف عدد البحيرات المحظورة العام الماضي.
ويُرجع الخبراء انتشار التلوث إلى تسرب المواد الكيميائية من المصانع ومكبات النفايات ومحطات الصرف الصحي إلى الجداول والأنهار التي تصب في البحيرات العظمى. وقد تم رصد هذه المواد في جميع البحيرات، وسُجلت أعلى المستويات في بحيرتي أونتاريو وميشيغان.
وأثارت هذه النتائج غضبًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث دعا البعض إلى “تنظيف البحيرات فورًا”، بينما سخر آخرون مما وصفوه بـ“بط السرطان”. وتُعد منطقة البحيرات العظمى مصدرًا لمياه الشرب لما يقرب من 40 مليون شخص في أمريكا وكندا، ما يزيد المخاوف من تداعيات بيئية وصحية خطيرة.
وفي مدينة ستيلا بولاية ويسكونسن، حملت السلطات مصنع ورق محلي مسؤولية التسرب الكيميائي، مشيرة إلى أن الفحوص كشفت تسربات من التربة، فيما أكدت شركة “أهلستروم راينلاندر” المالكة للمصنع أنها تراجع النتائج بعناية.
تُستخدم مركبات PFAS في صناعة الورق وأدوات الطهي غير اللاصقة والملابس والسجاد وتغليف الأغذية، وتتميز بقدرتها على مقاومة الماء والزيت، لكنها لا تتحلل إلا بعد آلاف السنين، ما يجعلها من أخطر الملوثات البيئية.
وخفضت وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) الحد المسموح به للتعرض لهذه المواد من 70 جزءًا في التريليون إلى 4 أجزاء فقط، بعد تراكم الأدلة على ارتباطها بأمراض خطيرة تشمل السرطان والعقم وضعف المناعة.
وأكدت السلطات أن الخطر الأكبر يكمن في تناول الأسماك أو الحيوانات البرية من المناطق الملوثة، مشددة على ضرورة الالتزام بالتحذيرات الجديدة حتى إشعار آخر