من يوميّات «بابا سنفور» في الجامعة الأردنية «44»

كامل نصيرات
إيه يا زمن.. أصبح ابني «وطن» زميلًا لي بشكل رسمي في الجامعة الأردنية.. أصبح طالب فلسفة.. الله الله يا وطن.. قبل ثلاث سنوات وهو في الصف العاشر قال لي: نفسي ألحّقك وأنت بالأردنية وأكون معك في نفس الجامعة.. وها هو القدر فعلها معنا يا ولدي وأصبحتَ طالب بكالوريوس كأبيك في نفس الجامعة.. ولا أشفق في هذا المقام إلّا على رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات وعلى الدكاترة الذين عرفتهم، فما إن اقتربوا من الخلاص من أبيك إلّا وجئتَ أنت ..(طبعًا بمزح)..
ولكن.. الفرق بيني وبينك كبير يا ولدي.. أنت ستمارس حياتك الجامعية بكل تفاصيلها..أما أنا فتجاوزتُ كثيرًا من التفاصيل زهدًا وعمرًا وقسرًا.. أنت تستطيع أن تلفّ كل شوارع الجامعة الرئيسية والفرعيّة على قدميك وبرفقة من تريد، أمّا أنا فلا أتنقّل من مكان لمكان فيها إلّا ركوبًا وبمواعيد محسوبة..! أنت تستطيع الجلوس تحت أية شجرة من آلاف الأشجار المنتشرة في الجامعة ومع من تريد.. أمّا أنا فلم أجلس للآن تحت أي شجرة ولن أجلس؛ فالشيّب يمنعني..! أنت تستطيع أن تشارك في كل الفعاليات التي تُقام، أما أنا فليس لي أقران لأشاركهم تلك الفعاليات.. أنت تستطيع أن تُحِبّ و تُحَبّ بمنتهى الأريحيّة، أمّا أنا فقد أقفل عليّ الزمن تلك الدائرة ورمى المفتاح في بئر عميقة..! يا ولدي : إنها الجامعة الأردنية؛ ستكتشفها بنفسك فسيفسائيّةً فسيفسائية ولن أكشف لك شيئًا منها إلّا للضرورة القصوى.. سأدعك تعيش تجربتك..
أمّا أنتم أيها الأعزّاء المتابعون لهذه اليوميّات.. فلن أطيل عليكم هذه المرّة.. وسأواصل الكتابة لكم قريبًا .. سأحدثكم عن مادة «الاقتصاد الكلّي» اللي عاملتلي صرع وعاملة لكل الطلاب المجبرين عليها كوابيس .. سأحدثكم عن الجروب القطري و الديوان الذي أصبحت أتردد عليه لأكون بينهم وعن «أبو سلطان/ سند الدوسري» وحكاياته مع أمّه وأبيه وأجداده التي توقف شعر الرأس.. وسأحدثكم عن الآخرين «أبو جاسم» الذي تمنيتُ أن ألتقيه منذ دهر وعن « مبارك المنصوري» عن «هيثم نفش « عن «أبو أحمد أبو سارة /الفارع الدارع» وعن آخرين.. ولكني لم أستأذنهم للآن..
انتظروني