الضحك.. عدوى إيجابية توحد البشر وتخفف التوتر

هلا نيوز
الضحك ليس مجرد شعور فردي، بل هو تجربة اجتماعية مشتركة بين البشر وحتى بعض الحيوانات. فعندما نسمع شخصًا يضحك، غالبًا ما نشعر بالرغبة في الضحك أيضًا، حتى في المواقف غير المناسبة. وتوضح أبحاث علم النفس أن الضحك معدٍ لأنه يقوي الروابط الاجتماعية، وهو سلوك تطوري ساعد أسلافنا على التماسك والتعاون.
الدراسات الحديثة تشير إلى أن أكثر من 65 نوعًا من الحيوانات تُظهر سلوكيات صوتية شبيهة بالضحك البشري، خصوصًا القردة، ما يعكس أن الفكاهة جزء أصيل من الكائنات الاجتماعية. ويضيف الباحثون أن الضحك يعمل كتأثير مماثل للنظافة الاجتماعية القديمة (مثل تنظيف الشعر بين الأفراد)، لكنه أسرع وأقل حميمية، ويطلق الإندورفينات التي تقلل الألم وتزيد الراحة.
إلى جانب دوره الاجتماعي، يلعب الضحك دورًا مهمًا في مواجهة الضغوط. في المهن الصعبة، مثل الطب والطوارئ، يستخدم العاملون الفكاهة للتخفيف من قسوة المواقف وتعزيز الصمود. بل إن الضحك ساعد ناجين من المحرقة على الحفاظ على معنوياتهم وسط الظروف القاسية. حتى في المستشفيات، وُجد أن مشاركة الضحك بين المرضى والطواقم الطبية تقلل الألم والتوتر وتحسن التجربة العلاجية.
الضحك يأتي بأشكال متعددة: عفوي، ساخر، أو حتى في لحظات غير متوقعة مثل تلقي أخبار سيئة. ويمكن أن يكون مفتاحًا لبدء العلاقات وتعزيز الروابط الاجتماعية، إذ يفتح بابًا للتقارب ويكسر الجليد بين الغرباء.
وبعكس الأمراض، فإن عدوى الضحك إيجابية وتستحق الانتشار، فهي تمنح لحظات يومية خفة وسعادة، وتساعدنا على التواصل الطبيعي مع الآخرين. إنه أكثر من مجرد تعبير عاطفي، بل أداة تطورية وإنسانية تجعل الحياة أكثر دفئًا وترابطًا