عقوبات طريفة للمراهقين تخفف التوتر وتبني ذكريات عائلية

هلا نيوز
كثيراً ما يتصرف المراهقون بطريقة تدفع الأهل للغضب، فهذا شائع جداً في بيت بلغ فيه طفل أول سن الرشد، لكن بدلاً من اللجوء للعقوبات التقليدية كالحرمان من الهاتف أو الخروج، يمكن أن يكون للعقوبات الطريفة دور مزدوج: التربية من جهة، والضحك من جهة أخرى. هذه العقوبات لا تؤذي، بل تُشعر المراهق أن الخطأ له عواقب ولكن بطريقة مرحة.
يتطور الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة والمراهقون ليصبحوا بالغين مستقلين، ومن طرق تحقيق ذلك اختبار الحدود وملاحظة ردود فعل الآخرين على سلوكهم، وهو ما يُعلّمهم التوقعات الاجتماعية. وعندما يتلقون الملاحظات، يتعرفون إلى ما هو متوقع منهم. علاوة على ذلك، يمر دماغ المراهق بنمو وتطور هائلين خلال هذه المرحلة، ونتيجةً لذلك يجربون أشياء جديدة، لكنهم لا يتخذون قرارات صائبة دائماً، إذ يتأثرون أكثر بأقرانهم ويشعرون بالأمور بشكل أقوى، وفي الوقت نفسه يتحسن لديهم التفكير المنطقي، ما يجعلهم يتساءلون أكثر عن عالمهم ويستخدمون أساليب إبداعية لحل المشكلات.
من المهم أن تكون العواقب واضحة. على الأهل التحدث مع أبنائهم بهدوء وشرح المشكلة لهم، مع الاتفاق مسبقاً على عواقب عدم الالتزام بالقواعد. كما يمكن تشجيع المراهق على التفكير في سلوكه وكيف يمكن أن يتغير في المستقبل، وهو ما يساعده على تحمل المسؤولية. وغالباً ما يكون المراهقون أكثر قسوةً على أنفسهم من آبائهم، لذا من الأفضل أن يكون العقاب متوازناً بين الحزم والإيجابية، مع الثناء على السلوك الجيد لمنع التصعيد.
من بين العقوبات الطريفة التي يمكن أن تكون بديلة عن الحرمان: غناء أغنية طفولية بصوت عالٍ أمام العائلة، أو كتابة جملة مضحكة 20 مرة مثل “أنا سأرتب غرفتي قبل أن تصبح مثل غابة الأمازون”، أو ارتداء زي غريب في البيت ليوم كامل، أو أداء رقصة مجنونة أمام الأسرة، أو تنفيذ مهمة منزلية بطريقة كوميدية مثل غسل الصحون مع الغناء، أو تقمص دور “مهرج العائلة” عبر رواية النكات وتقليد أفراد الأسرة.
هذه الأساليب أثبتت فعاليتها لأنها تخفف التوتر بين الأهل والمراهق، وتجعل الأخير يربط بين المسؤولية والمرح بدلاً من الخوف، كما أنها تبني ذكريات عائلية مضحكة وتساعد على تصحيح السلوك بأسلوب إيجابي.
وتتعدد القصص الطريفة التي عاشها أبناء في مراهقتهم مع العقوبات غير التقليدية. فهناك من حُرم من الكهرباء بعد أن عُزل التيار عن غرفته ليقضي ليلته في الظلام، وآخر كان والده يرافقه إلى المدرسة بالبيجاما ليمنعه من التغيب، بينما اضطر أحدهم للعمل أسبوعاً كاملاً كمساعد مجاني في إحدى الشركات بعد أن هرب من الحصص. وفي مواقف أخرى، جُبر مراهق على تقليد أصوات الكلاب في الحمام بعد أن أزعج عائلته على مائدة الطعام، فيما طُلب من آخر أن يشتم بصوت عالٍ حتى شعر بالملل وتوقف عن هذه العادة.
بعض الآباء لجؤوا إلى حلول أكثر إبداعاً مثل استخدام الشريط اللاصق لوقف شجار الأبناء في السيارة، أو حزم حقيبة طفل هدد بالهرب من المنزل وإيصاله إلى الباب في مشهد صادم جعله يعيد التفكير بسلوكه. هذه القصص توضح أن العقاب لا يحتاج دائماً أن يكون مؤذياً أو صارماً، بل يمكن أن يحمل في طياته رسالة قوية مغلفة بالمرح والابتكار