هلا نيوز
الكبد، المعمل الحيوي للجسم، يلعب دورًا محوريًا في تخزين السكر والدهون والبروتينات، وتنقية الدم من السموم، وإنتاج الطاقة وعوامل التخثر. ورغم أهميته الكبيرة، يُعاني الكبد من مشكلات صحية متعددة، من أبرزها مرض الكبد الدهني غير الكحولي MASLD، المعروف سابقًا باسم NAFLD.
يعرف مرض MASLD بتراكم الدهون على الكبد دون علاقة بالكحول، وهو مرتبط بخلل في التمثيل الغذائي، ويصيب البالغين والأطفال على حد سواء. ويقدر أن حوالي 25% من سكان العالم يعانون من هذا المرض، وتزداد النسبة في الدول التي ترتفع فيها معدلات السمنة والسكري، مثل الولايات المتحدة والسعودية والإمارات.
تشمل الأسباب الرئيسية لMASLD: السمنة، مقاومة الإنسولين، النظام الغذائي غير الصحي، قلة الحركة، العوامل الوراثية، واضطرابات صحية أخرى كارتفاع ضغط الدم أو تكيس المبايض. وقد يصاب الأطفال والمراهقون نتيجة الإفراط في الوجبات السريعة والمشروبات الغازية وقلة النشاط البدني.
ومن أبرز أعراض المرض: الإرهاق المستمر، ثقل البطن، زيادة الوزن غير المبررة، اضطراب الشهية، والانتفاخ. وإذا تُرك المرض دون علاج، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل التهاب الكبد الدهني، تليف الكبد، سرطان الكبد، وأمراض القلب والسكري.
يعتبر تغيير نمط الحياة العلاج الأساسي للكبد الدهني غير الكحولي، إذ لا يوجد دواء محدد معتمد لعلاجه. ويشمل العلاج: خسارة الوزن، اتباع النظام الغذائي المتوسطي، تقليل السكريات، ممارسة الرياضة بانتظام، الحصول على نوم كافٍ، شرب الماء، والإقلاع عن التدخين والكحول. كما توصي الدراسات بممارسة النشاط البدني 150 دقيقة أسبوعيًا، ومتابعة العادات اليومية الصحية مثل النوم وتقليل التوتر.
ويشير استشاري أمراض الجهاز الهضمي الدكتور زكريا المرايات إلى أن التغيير المتكامل بين الغذاء والنشاط البدني والنوم هو أكثر فاعلية من اتباع النظام الغذائي وحده، إذ يمكن أن يُحسّن إنقاص 10% من الوزن وظائف الكبد ويقلل تراكم الدهون.
نصائح عملية للبدء اليوم تشمل تقليل السكر تدريجيًا، استبدال الحلويات بالفواكه، شرب الماء بانتظام، المشي يوميًا لمدة 20 دقيقة، ووضع خطة أسبوعية للطعام والنشاط البدني. في الختام، يُعد مرض الكبد الدهني غير الكحولي جرس إنذار صحي، والكبد قادر على التجدد إذا منحته الفرصة المناسبة من خلال نمط حياة صحي
