لماذا يتحدث بعض الأشخاص خلال نومهم؟ أسباب الظاهرة وطرق التعامل معها

هلا نيوز
روت سلمى (اسم مستعار) تجربتها الغريبة حين أجابت على اتصال صديقتها وساعدتها في إعداد مقال لمحاضرة جامعية وهي نائمة، لتكتشف لاحقاً أنها من الأشخاص الذين يتحدثون خلال نومهم. وأوضحت أنها أحياناً تدرك أنها تتحدث أثناء النوم، لكنها لا تتذكر تفاصيل ما قالت.
ويؤكد اختصاصي الصدرية وطب النوم الدكتور طارق غرايبة أن التحدث أثناء النوم لا يرتبط عادة بمرض محدد، لكنه قد يتزايد بسبب عوامل مثل اضطراب السفر (Jet Lag)، نقص ساعات النوم، أو الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، إضافة إلى القلق والتوتر. كما أظهرت دراسات أن العامل الوراثي قد يلعب دوراً في هذه الحالة. وأوضح أن الكلام قد يكون مفهوماً لكنه بلا معنى واضح، وغالباً لا يتذكره الشخص بعد الاستيقاظ.
وبيّن غرايبة أن الظاهرة لا تشكّل خطراً صحياً إلا في حالات نادرة جداً لدى من تجاوزوا الخمسين، إذا ترافق الكلام مع حركات عنيفة في مرحلة نوم الأحلام (REM Sleep)، حيث قد تكون مؤشراً على اضطراب سلوكي يتطلب تشخيصاً عبر دراسة نوم متخصصة. وأظهرت دراسة عام 2021 أن بعض الأشخاص قادرون على الرد على أسئلة وإجراء محادثات وهم في هذه المرحلة من النوم.
وتشير إحصاءات الأكاديمية الأمريكية لطب النوم إلى أن 60-65% من الناس يتحدثون أثناء النوم في مرحلة ما من حياتهم، بينما تصل النسبة إلى 50% بين الأطفال وتنخفض إلى نحو 5% بين البالغين.
من جانبه، أوضح اختصاصي الطب النفسي الدكتور سهم الروابدة أن النوم عملية معقدة لها علاقة مباشرة بتنظيم العمليات الكيميائية والذهنية، وأن الأحلام أشبه بفيلم قصير ينعكس من خلاله محتوى الكلام أو الأصوات التي قد يطلقها الشخص النائم. وأكد أن عوامل مثل القلق، الجوع، التخمة، الحرارة، الصداع أو الضغوط النفسية قد تؤثر على طبيعة الأحلام وحديث النائم.
أما عن العلاج، فأكد الخبراء أن الظاهرة غالباً لا تستدعي أي تدخل طبي، ويكفي أن يحافظ الشخص على نوم منتظم من 6-8 ساعات يومياً، ويتجنب الكافيين والتوتر. لكن في حال كانت الحالة متكررة بشكل مزعج أو مصحوبة بانفعالات حادة، فمن الأفضل مراجعة طبيب نفسي لتقييم الوضع