العالم

تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة تثير الانقسامات الداخلية وارتدادات دولية

هلا نيوز

تناولت صحف ومواقع عالمية تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، مسلطة الضوء على الانقسامات غير المسبوقة داخل المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، إلى جانب انعكاسات الهجوم على قطر، وارتداد هذه التطورات على ملفات الأسرى في القطاع، والتوازنات الإقليمية والدولية.

وكتبت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن عملية “عربات جدعون 2” فجرت خلافات عميقة بين القيادة العسكرية والمستوى السياسي في إسرائيل، مؤكدة أن المشادات بين كبار القادة لم تعد خافية، وأن المعسكرين يتبادلان الاتهامات في محاولة لتجنب “ساعة الحساب”. ووفق الصحيفة نفسها، فإن الجيش يواصل حملته العسكرية في غزة، لكن من دون ضمانات حقيقية لتحقيق أهدافه، مما يضاعف منسوب التوتر الداخلي، ويفتح الباب أمام تساؤلات متزايدة بشأن جدوى العمليات المستمرة منذ أشهر.

أما نيويورك تايمز الأميركية، فقد ركزت على أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش لسكان مدينة غزة، معتبرة أن طريق النزوح محفوف بالمخاطر، وأن كثيرين يفرون بما استطاعوا حمله، وسط أجواء من الخوف والانفجارات والدخان، في مشهد يعكس المأساة الإنسانية المتفاقمة. ونقلت الصحيفة عن نازحين قولهم إنهم اضطروا لمغادرة بيوتهم مرات عدة، مشيرة إلى أن بعضهم يعتقد أنهم لن يتمكنوا من العودة مطلقا، وهو ما يضيف بعدا مأساويا لحرب طالت أكثر مما توقعه كثيرون.

وفي أيريش تايمز، جاء تقرير بعنوان “كارثة إسرائيل في الدوحة” رأى أن الغارات الإسرائيلية على قطر عمقت الانقسامات داخل هرم السلطة في إسرائيل، وأنها لن تعجل بنهاية أطول حرب في تاريخها، على حد وصف الصحيفة. وعلى الصعيد الداخلي الإسرائيلي، أظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة معاريف أن 51% من الإسرائيليين يفضلون إنهاء الحرب وإعادة الأسرى حتى لو بقيت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السلطة بغزة، في حين رفض غالبية الإسرائيليين الاعتراف بشرعية استمرار حكم الحركة. وأوضح الاستطلاع أن 56% من العرب داخل إسرائيل يفضلون بقاء حماس في السلطة، بينما 43% من اليهود يؤيدون إنهاء الحرب رغم الكلفة السياسية، مما يكشف حجم الانقسام الشعبي حول مسار الحرب ومآلاتها.

أما لوموند الفرنسية، فقد وصفت تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح “بيان نيويورك” الداعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنه خطوة صغيرة في معركة دبلوماسية شرسة، مشيرة إلى أن ذلك التصويت قد يقنع بعض الدول المترددة بالانضمام للمسعى الفلسطيني، في حين ترى واشنطن أن الاعتراف بدولة فلسطينية يمثل “مكافأة” لحركة حماس، ما يفسر التحركات الدبلوماسية المكثفة ضد القرار.

وفي فورين بوليسي، جاء مقال يؤكد أن الانسحاب من غزة عام 2005 لم يكن سعيا لحل الدولتين بل مجرد محاولة لتجميد الصراع، موضحا أن قرار أرييل شارون كان استجابة لضغوط داخلية وخارجية مشابهة لتلك التي تواجه الحكومة اليمينية الحالية، مشدداً على أن “عيب الانسحاب لم يكن في فشله، بل في نجاحه المفرط”، إذ أدى إلى تكريس واقع الانقسام وتجنب أي مسار تفاوضي جاد مع الفلسطينيين.

وفي سياق آخر، نشر موقع “أوريان 21” الفرنسي تقريرا كشف فيه وثائق جديدة عن تعاون استخباراتي بين الموساد الإسرائيلي وأجهزة أوروبية خلال سبعينيات القرن الماضي في اغتيال قادة فلسطينيين بأوروبا، عقب عملية ميونخ عام 1972، موضحاً أن الاستخبارات الأوروبية زودت نظيرتها الإسرائيلية بمعلومات مباشرة عن المستهدفين واطلعت على سير التحقيقات، مما يثبت وجود شبكة دعم واسعة ساعدت تل أبيب في تنفيذ عملياتها الخارجية.

أما فايننشال تايمز البريطانية، فقد حملت افتتاحيتها عنوان “عالم بلا ضوابط”، مؤكدة أن تراجع الولايات المتحدة عن دورها القيادي يغري قوى أخرى بالمغامرة، وضربت مثالا بالتحركات الروسية تجاه أوكرانيا وبولندا، والهجمات الإسرائيلية الأخيرة على قطر، مشددة على أن ضعف القيادة الأميركية يفتح الباب أمام فوضى أوسع وانتشار العنف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى