كاديكوي.. مزيج الشرق والغرب الذي يستهوي السياح في إسطنبول

لا تكتمل زيارة مدينة إسطنبول بالنسبة لكثير من السياح، دون قضاء يوم كامل في منطقة “كاديكوي” المطلة على مضيق البوسفور من الجانب الآسيوي، وتجربة العديد من الفعاليات الترفيهية والثقافية والفنية.
إذ تبدو “كاديكوي” لزائريها أشبه بحي كبير قادم من آلاف السنين وقد وصل للزمن المعاصر بسلام، حيث تتجاور مبانيه التاريخية مع مطاعمه ومتاجره المعاصرة.
كما تتجاور محطة القطار التاريخية في كاديكوي مع محطة مترو أنفاق معاصرة، بينما يجمع ميناء المنطقة بين قدمه عندما كان محطة وصول بحرية عبر التاريخ، وبين عبارات نقل الركاب الحديثة.
أفواج من السياح وحتى السكان المقيمين في إسطنبول، يتوافدون على كاديكوي يومياً لقضاء يوم ترفيهي وثقافي مميز بتنوع تجاربه في مساحة واسعة تضم أزقة ضيقة مرصوفة بالحجارة وشوارع معاصرة ومطاعم ومقاهي ومساجد وكنائس تاريخية ومتاجر هدايا تذكارية تخلد ذلك اليوم.
وأمام محطة العبارات البحرية، تتوافد عائلات من دول عربية عديدة كما يبدو من أزيائها ولهجاتها بجانب مجموعات سياحية قادمة من دول أوروبية عديدة، وقد حرص الجميع على الوصول عبر البحر وتجربة عبور مضيق البوسفور.
وتقل محطة مترو في المنطقة، عدداً أقل من السياح مقارنة بالسكان المقيمين بشكل دائم في إسطنبول وقد جاؤوا لمنطقة مليئة بأماكن العمل والترفيه، علاوةً على هي منطقة سكنية كبيرة.
وتبدأ الزيارة باكتشاف ميناء كاديكوي، ومراقبة السفن العابرة لمضيق البوسفور بألوانها وأعلامها المختلفة، بينما ترتفع منارة قديمة لهدايتها في مسيرها وتوقفها في ممر بحري يبدو أشبه بطريق بري مزدحم لكثافة السفن والعبارات فيه.
ويمثل الانتقال للمنطقة التاريخية القديمة المقابلة للميناء، تجربة مهمة لزوار كاديكوي، فهي تضم بداخلها مجموعة نشاطات، وتعكس الخليط التاريخي والمعاصر والديني والتجاري للمكان.
ويُعرج الزوار في تلك التجربة، على مساجد عثمانية وكنائس تمثل حقبا تاريخية للوجود المسيحي القديم في إسطنبول، وقد حافظت على جزء كبير من مبانيها الحجرية وطرازها المعماري.
وتنتشر بشكل لافت جداً سلسلة مطاعم ومقاه ضيقة المساحة في تلك الأزقة، لكنها رصفت طاولاتها وسط الطريق، لتبدو المنطقة أشبه بجلسة جماعية لأناس من مختلف أنحاء العالم في الهواء الطلق ومشاهدة المكان.
وتتنوع الأطعمة التي تُقدم في تلك المطاعم، لكنّ كثيرا من الزوار يفضلون تجربة الوجبات التركية المتنوعة من الكباب للدونر (الشاورما) إلى الأسماك التي تعد طبقاً رئيساً وشعبياً في منطقة بحرية تطل على مضيق البوسفور.
وتنتهي كل من تلك الأزقة الضيقة في شوارع عصرية وعريضة مزدحمة بالناس وأماكن العمل بينما افتتحت أشهر سلاسل ماركات الملابس والمطاعم والمقاهي فروعاً لها فيما يبدو أنه الجزء المعاصر من كاديكوي.
وبعد تجربة تسوق متنوعة للملابس والهدايا التذكارية، ومعاينة لافتات مكتوبة بلغات أرمنية ويونانية وإنكليزية وتركية على عدد من المباني القديمة، تنتهي الرحلة بزيارة مجسم ثور في وسط المنطقة، بات بدوره معلماً في المنطقة.
ويفضل البعض زيارة محطة قطارات حيدر باشا قرب الميناء، قبل صعود العبارة البحرية ومغادرة كاديكوي؛ فالمبنى بتصميمه الكلاسيكي بُني في أوائل القرن العشرين، وكان بمثابة بوابة لإسطنبول من آسيا، ومنها انطلق قطار “طوروس السريع” إلى دمشق وبغداد بوصفه امتداداً لقطار الشرق السريع.