الوفيات

وفاة مراهق أمريكي بعد تفاعلات مع “تشات جي بي تي” تثير جدلًا عالميًا حول تنظيم الذكاء الاصطناعي

هلا نيوز

تصاعدت الأصوات المطالبة بفرض تنظيم صارم على الذكاء الاصطناعي، بعد وفاة مراهق أمريكي يُدعى آدم راين إثر تفاعلات مطوّلة مع روبوت محادثة يعمل بنظام “تشات جي بي تي”، في حادثة أثارت موجة من الجدل في الأوساط التقنية والنفسية.

وأطلقت دعوات متزايدة لوضع قيود صارمة على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI)، فيما رفعت عائلة راين دعوى قضائية ضد شركة “أوبن إيه آي”، متهمة إياها بالإهمال والتسبب في وفاة ابنهم عبر محادثات يُعتقد أنها تضمنت “تشجيعًا ضمنيًا على الانتحار”.

وصف الباحث الأمريكي نات سواريز، رئيس معهد أبحاث الذكاء الآلي، الواقعة بأنها “جرس إنذار مبكر” حول المخاطر التي قد تترتب على التعامل غير الآمن مع أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مؤكدًا أن الانحرافات السلوكية الحالية قد تتحول إلى تهديدات هائلة مع تزايد قدرات هذه الأنظمة.

وأشار سواريز إلى ضرورة اعتماد معاهدة دولية شبيهة بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لكبح جماح تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق، محذرًا من أن السباق نحو هذه التكنولوجيا قد يقود إلى كارثة لا يمكن التراجع عنها.

في المقابل، قلل بعض العلماء مثل يان لوكون، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة “ميتا”، من حجم التهديد، معتبرين أن الذكاء الاصطناعي قد يكون مفتاحًا لحل العديد من التحديات الوجودية وليس سببًا لتفاقمها.

وأعرب متخصصون نفسيون عن قلقهم من تزايد اعتماد الشباب على روبوتات الذكاء الاصطناعي كمصدر للدعم العاطفي، مؤكدين أن هذه الأنظمة تفتقر إلى الفهم البشري العميق للسياقات النفسية، وقد تؤدي إلى تفاقم بعض حالات الضعف العقلي أو الميل للاكتئاب.

وكشفت دراسة حديثة أن بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تُعزز أفكارًا وهامية لدى الأشخاص المعرّضين للذهان أو السلوك الانتحاري. وفي ظل تسابق كبرى شركات التكنولوجيا لتطوير أنظمة أكثر ذكاءً، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان خضوع هذه الأدوات للضوابط الأخلاقية والإنسانية، فيما يبدو أن حادثة آدم راين ستفتح نقاشًا عالميًا طويلًا حول حدود الذكاء الاصطناعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى