ضحية مفضلة.. هل يضع محمد صلاح أول مسمار في نعش “مشروع أرتيتا”؟

في قمة مباريات الجولة الجديدة من الدوري الإنجليزي الممتاز، تتجه الأنظار إلى ملعب “آنفيلد” الذي يستضيف صداما ناريا بين ليفربول آرسنال، في معركة لا تقتصر على ثلاث نقاط، بل تمثل اختبارا حقيقيا لطموحات فريقين كبيرين.
لكن بين الخطوط التكتيكية وصراع المدربين، تبرز مواجهة فردية بطابع خاص، بطلها النجم المصري محمد صلاح، الذي يجد في آرسنال ضحيته المفضلة، ويأمل أن تكون هذه المباراة بوابته للعودة إلى قمة هدافي “البريميرليغ”، وربما وضع أول مسمار في نعش آمال “مشروع أرتيتا” الذي يواجه ضغطا هائلا لتحقيق اللقب الغائب.
يدخل محمد صلاح اللقاء وهو يعلم جيدًا أن شباك آرسنال تحمل له ذكريات سعيدة. فـ”الغانرز” هم أحد أكثر الفرق التي هز صلاح شباكها على مدار مسيرته، وتترجم هذه الأفضلية لغة الأرقام بوضوح، ففي 18 مواجهة سابقة ضدهم، نجح صلاح في تسجيل 11 هدفا وصناعة 4 أهداف أخرى، وقاد فريقه لتحقيق الفوز في 8 مباريات مقابل 6 تعادلات و4 هزائم فقط.
والأكثر من ذلك، أنهم كانوا الفريق الذي استقبل هدفه الأول في الدوري الإنجليزي على الإطلاق عندما كان لاعبا في صفوف تشيلسي.
هذا التاريخ يمنح النجم المصري دافعا نفسيا هائلا، خاصة في ظل المنافسة المحتدمة على لقب الهداف هذا الموسم.
فبعد جولة ثانية صامتة تهديفيا بالنسبة لصلاح، وجد نفسه يراقب من بعيد انطلاقة منافسيه؛ حيث نجح عشرة لاعبين في تسجيل هدفين بالفعل، من بينهم أسماء لامعة مثل إيرلينغ هالاند، ومواهب متألقة كفيكتور غيوكيريس، وجواو بيدرو، وهوغو إيكيتيكي زميله في الفريق.
في هذا الوقت الحاسم من الموسم، اعتاد صلاح على تجميع الأهداف التي تمنحه الأفضلية في سباق الحذاء الذهبي لاحقا.
لذا، تبدو مواجهة ضحيته التاريخية فرصة مثالية لتعزيز سجله التهديفي بقوة، وإرسال رسالة واضحة للمنافسين بأنه قادم بقوة هذا العام أيضا.
على الجانب الآخر، لم يعد آرسنال الفريق الذي يستقبل الأهداف بسهولة كما كان في الماضي، لقد بنى المدرب ميكيل أرتيتا على مدار السنوات الماضية فريقا صلبا ومنظما دفاعيا، وأصبح خط ظهره أحد أقوى الخطوط في الدوري.
هذا التطور الكبير يضع تحديا جديدا أمام صلاح ورفاقه، فهل يتمكن الفرعون المصري من كسر الحصن اللندني المتين؟
لكن التحدي الأكبر يقع على عاتق أرتيتا وفريقه، بعد سنوات من البناء والإنفاق الضخم والاقتراب من اللقب في الموسم قبل الماضي، لم يعد مقبولا من الجماهير والإدارة سوى تحقيق اللقب.
تمثل مباراة ليفربول أول اختبار حقيقي وجاد لقدرة هذا الفريق على تحمل ضغوط المنافسة على القمة. الفوز في هذه المباراة يعني تأكيدا على نضج المشروع وقدرته على الإطاحة بأحد المنافسين المباشرين، أما الخسارة، خاصة إذا جاءت بأقدام “جلادهم” المعتاد محمد صلاح، فستكون بمثابة ضربة معنوية قاسية تثير الشكوك مبكرا حول قدرة الفريق على الذهاب حتى النهاية، وقد تكون بالفعل المسمار الأول في نعش حلم التتويج باللقب الغالي.