مقالات و آراء

اصحاب الدولة والمعالي… والخروج عن النص..!

د. مفضي المومني.

عبر تاريخ دولتنا؛ قد نكون البلد الأول في العالم في تشكيل وتغيير الوزارات والرقم تجاوز المئة بين تشكيل وتعديل…ويدور الحديث عن تدوير هذه المناصب بين عائلات ومجموعات بعينها…بالتوريث او النسب… والنشب (ترضية)… ووصفنا احدهم بمعالي الشعب الاردني..!.
في بلدنا هنالك ارث توصيفي غير مكتوب… كل صاحب دولة اي رئيس وزراء… هو ابن دوله… (ومهكول همه… لولد الولد..)… وكذا الوزير…، فهذه الفئة تتحصل على وضع وظيفي واجتماعي ومالي متقدم… وندر ان تجد منهم الطفران او المحتاج… وبالعاده (العز والمصاري مبينه عليهم..!).
وهذه الفئة تشكل الحرس القديم الجديد… وتعتبر نفسها حامية الحمى…وام المولاة.. واصل الوطنية وذاتها… وبعضهم يستنكر على العامة الولاء او التعبير او النفير لشأن مطلبي.. او وطني.. ويوسمونهم بأنهم لا يعرفون…على رأي الكركي..!
تعودنا أن هذه الفئة لا يعتريها العوز… او متلازمة الطفر… أو مثلبة العدل… ولا نقصان الحقوق.. فلا تشكي.. ولا تتذمر ولا تجلد الذات… وانها دائمة الولاء والصفاء للدولة واجهزتها… بعكس بعض العامة من معارضة ومقارضة.. ممن يستعدون الدولة واجهزتها (على الطالعة والنازلة)… وقد يكونوا محقين لانهم اصحاب عوز وفاقة.. ووطنية.. وطفر.. وحاجة.. وتنساهم العدالة والشفافية…والحقوق.. فيعبروا بما لا يسر الدولة واجهزتها… ناهيك عن علاقة الحرد والخصام الأزلية بين الحكومات وعامة الشعب…والشرح يطول عن الأسباب.. !
سقت كل هذه المقدمة لابحث عن اجابة لسؤال ماذا يريد صاحب الدولة أو المعالي من الخروج عن النص بعد التقاعد..! ؟ وقد شبعوا مناصب.. وابهات.. واموال.. وجاه ووجاه…ومناصب واعطيات.. هم وابناءهم…(هذا المعلن… والفساد موضوع ثاني لمن اقترفه..!)… للاسف بالغالب يخرجون عن النص ليس محبة للوطن.. ولو كانوا كذلك لاصلحوا وهم في السلطة… وبالغالب موجههم بذلك إما لابتزاز الدولة لإعادة تدويرهم… أو التذكير انهم ما زالوا موجودين وصلاحيتهم لا تنتهي…! أو أن تقدم العمر ودنو الأجل ذكرهم بتبرئة الذمة…وصحيان الضمير..! وبعضهم كان وما زال مبغوضاً… وأثقل على الاردنين بكل مفردات حياتهم… ولا يذكره أحد بخير…!.
بغض النظر عن ما يصرح به اصحاب الدولة والمعالي… كان صحيحاً أم لا… فلماذا الآن.. ؟ بين من يطعن بالانتخابات.. ومن يطلب التوزير لاصهاره… ومن يبحث عن غنائم المناصب او المال والجاه شحت او انقطعت… وانها حق مكتسب له ولسلالته المصونة كما عودوه…ليختزل الوطن بمصالح دنيوية… تصل حد الابتزاز…!
ولكم في قصة من التاريخ
الجنرال الألماني جلوبز هويزنجر
الذي انشقّ بسبب معارضته لهتلر وفرّ إلى بريطانيا و طلب اللّجوء السياسي هناك أثناء التّحقيق معه رفض إعطاء المحقّيقين البريطانيين أيّ معلومات عسكريّة حتّى استاء أحد المحقّقين البريطانيين فقال له :
كيف تطلب منّا إعطائك لجوءاً سياسيّا و منزلا في الرّيف الإنجليزي وأنت لم تعطينا في مقابل ذلك شيئا ؟
فردّ جلوبز :
أنتم لا تطلبون معارضا لهتلر، أنتم تريدون خائنا لوطنه وأنا لا يمكنني أن أكون خائنا”
وأراد العودة إلى ألمانيا رغم معرفته أنّ ذلك يعنى الموت المحتّم بتهمة الخيانة إلّا أنّ الإستخبارات البريطانيّة رفضت طلبه بالعودة و قامت بتعذيبه في محاولة منها لانتزاع المعلومات منه بالقوّة ولكن دون جدوى حتّى مات تحت التعذيب …
في الاوطان وصناعتها… لا يصح الابتزاز… والبحث عن المصالح… وتسول التصريحات على مواقع الإثارة… والخروج عن النص.. فما تصرحون به يعرفه العامة… ويتكلمون به… وانتم شركاء في ذات الفعل ذات دولة.. او معالي.. لكنهم ينكرون وينتقدون ذلك عليكم… ولا يستخدمونه لابتزاز وجلب المصالح على حساب الوطن… لقد كنتم ثقلاء وأنتم في المنصب… وثقلاء على التاريخ… وكنا نغلق التلفزيون في حضرتكم… فلا تجبرونا على قطع النت في تقاعدكم…
الوطن أكبر من نزهة تسريبات… ظاهرها صراحة… وباطنها بحث عن مصالح الذات… حمى الله الاردن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى