كيف يساعد علم “الحركة الحيوية” على تعزيز صحة القلب؟

القلب عضو فريد بحجم قبضة اليد، يؤدي مهمة حيوية يومية تتمثل في ضخ أكثر من 7500 لتر من الدم، ناقلًا الأكسجين والمواد المغذية إلى أنحاء الجسم، مع التخلص من الفضلات وتنظيم حرارة الجسم ودعم صحة الأعضاء والأنسجة.
رغم ذلك، يظل القلب عرضة للخطر، إذ تبقى أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفاة عالميًّا؛ مسؤولة عن نحو ثلث الوفيات.
وهنا يبرز دور علم الحركة الحيوية، الذي يستخدم مبادئ علم الحركة في الوقاية وإعادة التأهيل، عبر تقييمات دقيقة وبرامج تمارين مصممة لتحسين القوة البدنية والصحة الفسيولوجية.
يُعدّ التمرين في هذا السياق “دواءً”، حيث يضع الأخصائيون بروتوكولات مخصصة وآمنة لكل حالة. وتُظهر الأبحاث أن النشاط البدني المنتظم يسهم في خفض ضغط الدم، وتحسين الكوليسترول، وتنظيم السكر، وزيادة كفاءة عمل القلب.
وهناك 4 أمور لمساعدة قلبك وفقًا لعلم الحركة وهي:
خصص وقتًا لتمارين رياضية فعالة، لا تكتفِ بالحركة اليومية
رغم أن الأنشطة اليومية مثل صعود السلالم والمشي مفيدة، فإن التمارين الرياضية المنظمة تمنح القلب فوائد أكبر.
وتوصي الإرشادات بممارسة 150 دقيقة أسبوعيًّا من النشاط الهوائي المعتدل، مثل: المشي السريع أو ركوب الدراجة أو الرقص.
إذا كان ضيق الوقت عائقًا، يمكن تقسيم التمارين إلى جلسات قصيرة: ثلاث مرات يوميًا لعشر دقائق.
كذلك، يُنصح بممارسة تمارين القوة، كتمارين القرفصاء أو الضغط، مرتين أسبوعيًّا أو أكثر، لدعم الصحة الأيضية وتقليل خطر أمراض القلب.
راقب أعراضك وتابع مؤشراتك الصحية الأساسية
الكثير من أمراض القلب تتطور بصمت، مثل: ارتفاع ضغط الدم أو السكر أو الكوليسترول، ولا تُكتشف إلا بعد حدوث مضاعفات كالنوبة القلبية.
في جنوب أفريقيا، يعاني واحد من كل ثلاثة بالغين من ارتفاع ضغط الدم، وغالبًا دون تشخيص أو علاج.
ومن تجاوز سن الـ35، خصوصًا من لديه تاريخ عائلي، يُنصح بإجراء فحوصات سنوية لتوجيه نمط حياته بشكل مبكر وفعّال.
تجنب الجلوس الطويل
أسلوب الحياة العصري يشجع على الجلوس لفترات طويلة، سواء في المكاتب أو السيارات أو أمام الشاشات؛ ما يرتبط بزيادة خطر أمراض القلب والوفاة.
استخدام المكاتب القابلة للوقوف وأخذ فترات استراحة للحركة أمر مفيد، لكن الأهم هو الانتباه لوضعية الجسم، ومرونة المفاصل، وقوة العضلات.
التمدد المنتظم، مع تمارين المقاومة والتوازن، يدعم الجهاز العضلي الهيكلي ويقلل خطر الإصابات والمضاعفات الناتجة عن قلة الحركة.
التوتر المزمن يؤدي إلى التهابات، وارتفاع ضغط الدم، وسلوكيات غير صحية؛ ما يزيد خطر أمراض القلب.
إلى جانب التأمل والدعم النفسي، تعتبر التمارين أداة فعالة للتعامل مع التوتر، إذ تعزز إفراز الإندورفين الذي يحسن المزاج والنوم ويزيد من القدرة على التكيف.
وأظهرت الدراسات أن التمارين الهوائية وتمارين القوة تسهم في تخفيف الاكتئاب والقلق، وتحسين الصحة النفسية.
وبصفتي أخصائية في الحركة الحيوية، ألاحظ كيف يُعيد التمرين المنتظم للناس شعورهم بالتحكم في صحتهم الجسدية والعاطفية.