الوفيات

رحيل الأديب صنع الله إبراهيم… مؤرّخ اللحظة وراوي الهامش السياسي

هلا نيوز

توفّي اليوم الأديب المصري صنع الله إبراهيم عن عمر 88 عاماً، بعد صراع مع التهاب رئوي، ليرحل أحد أبرز الأسماء في الرواية العربية الحديثة وأكثرها تأثيراً على مدار خمسة عقود.

بدأ صنع الله إبراهيم مسيرته كصحفي في وكالات أنباء، لكنه سرعان ما تحوّل إلى روائي جمع بين البعد التوثيقي والالتزام السياسي، حتى لُقّب بـ”مؤرّخ اللحظة”. امتازت أعماله بدمج السرد الشخصي مع القصاصات الصحفية والوثائق التاريخية، لتصبح رواياته أشبه بأرشيف حيّ للتاريخ المصري والعربي.

وُلد إبراهيم عام 1937 في القاهرة، واعتُقل عام 1959 لانخراطه في النشاط السياسي اليساري، ليقضي ست سنوات في السجن، حيث نضج مشروعه الأدبي واعتبر تلك التجربة “جامعته الحقيقية”.

من أبرز أعماله رواية “تلك الرائحة” التي شكّلت صدمة في المشهد الأدبي، و**“اللجنة”** التي تعدّ من أكثر رواياته رمزية، و**“ذات”** التي وثّقت تحولات المجتمع المصري، و**“وردة”** التي أعادت سرد تاريخ ثورة ظفار. كما كتب “بيروت بيروت”، “شرف”، “أمريكانلي”، “نجمة أغسطس”، و”العمامة والقبعة”.

اشتهر بمواقفه الجريئة، أبرزها رفضه تسلّم جائزة الرواية العربية عام 2003 احتجاجاً على السياسات الحكومية، وهو الموقف الذي أثار جدلاً واسعاً.

ظلّ حتى أيامه الأخيرة رمزاً للمثقف الملتزم، وموضوعاً لنقاشات حول دور الدولة في دعم الأدباء الكبار، خاصة بعد أزمته الصحية الأخيرة.

برحيله، يفقد الأدب العربي صوتاً فريداً جمع بين قوة السرد، ودقة التوثيق، والجرأة في مواجهة السلطة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى