أربعة في الجامعة

كثيرٌ ممّن اتصلوا بي يسألون: شو صار مع ابنك “وطن” في التوجيهي، كنتُ أجيبهم: خوزقني ونجح..! قد تبدو إجابتي ساخرة وكان المتلقّي يضحك منها وعليها؛ ولكني لم أكن أريد منها ذاك كلّه.. أردتُ أن أصف واقعًا يعيشه كثيرون عندما يساقون للقدر أو يساق القدر إليهم ويصبح المطلوب منهم أكثر من قدرتهم على العطاء.. والتعليم الجامعي أحد هذه الأقدار لأنه حقٌّ للولد على الوالد وقبل ذاك حقٌّ على الدولة.
ماذا يفعل أمثالي الآن والذين لديهم أكثر من ابن في الجامعة؟ كيف يتصرّفون بعدل أو مساواة أو إنصاف لا فرق هنا..!
الطالب الجامعي وبعيدًا عن حسابات رسوم الجامعة وأثمان الساعات؛ يحتاج في اليوم الجامعي الواحد إلى خمسة دنانير على الأقل بين مواصلات ومصروف وهذا الرقم “على الحِفّة والكفاف مع القهر والتذمّر والشتائم السريّة والعلنيةّ”..! والذي لدية اثنان أو ثلاثة أو أربعة أبناء في الجامعة وراتبه لا يصل الألف دينار شهريًّا ولديه التزامات بيتيّة ككل البيوت الأردنية؛ كيف يحلّ هذه المعضلة وكيف يعيش تفاصيل يومه..؟!
لذا قلتُ ونيابة عن كثير من الأردنيين: خوزقني ونجح .. لأن ابني “وطن” سيكون الرابع في عائلتي الذي سيكون على المقاعد الجامعية بنفس الوقت والأوان..!
الحمد لله على كلّ حال.. أدخل الفرحة لقلبي وجلب معها الغصّة والهمّ والتفكير المُشتّت ككل الذين يفكّرون الآن في تأمين أبنائهم في حقٍّ من حقوقهم المقدّسة وهو التعليم الجامعي كي نزجّهم في صناعة المستقبل لنا ولهم ولأبنائهم فيما بعد..
رحماك ربي.. كن مع الذين يصارعون أقدارهم ولا حول لهم ولا قوّة.