قاتلة متسلسلة .. قصة كلثوم أكبري التي هزت المجتمع الإيراني
هلا نيوز – وسط أجواء متوترة ومكتظة في قاعة المحكمة، حضرت أربع عائلات من ذوي الضحايا للمطالبة بالقصاص من كلثوم أكبرى، المتهمة بارتكاب واحدة من أكثر الجرائم المتسلسلة غموضًا ودهاءً في تاريخ إيران الحديث، حيث تواجه تهمة قتل 11 رجلاً، جميعهم كانوا أزواجها في فترات مختلفة من حياتها.
على مدار أكثر من 22 عامًا، نفذت كلثوم جرائمها بصمت، مستهدفة رجالًا مسنين ومرضى، دون أن تثير أي شكوك، حتى أدى موت غامض في عام 2023 لرجل مسن يُدعى “عزيز الله بابايي” إلى كشف لغز ظل طي الكتمان منذ عام 2001. واليوم، يقف أمام المحكمة أكثر من 45 شاكياً، مع استمرار تسلسل المفاجآت داخل أروقة التحقيق.
بدأت القضية تتكشف في سبتمبر 2023، حين أظهرت التحقيقات أن جميع الرجال الـ11، الذين قُتلوا بطرق غامضة، كانوا مرتبطين بقرية ملكآباد حيث تعيش المتهمة. وأفاد ابن الضحية “بابايي” بأن والدهم تزوج المتهمة بعد وفاة والدتهم، وأنها حاولت تسميمه عبر مشروب مسموم لكنه نجا وطلقها.
بعد توقيف كلثوم، اعترفت المتهمة بقتل أزواجها تدريجيًا من أجل الحصول على الإرث ومبالغ المهور، مستخدمة طرقًا مختلفة منها التسميم باستخدام أقراص وأحيانًا الاختناق. في إحدى الجرائم، أودعت كحولاً صناعيًا وأقراصًا في مشروب زوجها، مما أدى إلى وفاته، بينما ورثت عنه قطعة أرض واسعة.
وتنقل القضية الآن إلى محكمة الجنايات بتهم ارتكاب 11 جريمة قتل عمد ومحاولة قتل فاشلة. خلال جلسات المحكمة، حاولت المتهمة التهرب من المسؤولية مدعية الجهل وعدم التذكر، لكنها انهارت بعد عرض مقاطع فيديو لإعادة تمثيل جرائمها، معترفة بصحة الاتهامات.
وطالب دفاعها بإجراء تقييم نفسي، مدعيًا احتمال إصابتها باضطرابات عقلية، غير أن أحد أولياء الدم رفض ذلك بشدة، مؤكداً أن تعمقها في شراء الأدوية وخلطها بجرعات محسوبة لا يتوافق مع حالة عقلية مضطربة.
في ختام الجلسة، بدأ القضاة المداولة لإصدار الحكم النهائي، وسط تمسك عائلات الضحايا بحق القصاص، فيما تشير التوقعات إلى احتمال صدور حكم بالإعدام في الجلسات المقبلة بعد استكمال سماع باقي الشكاوى والمطالبات.