العدالة تقتضي أن يتشارك ترامب ونتنياهو في زنزانة واحدة

منوعات – هلا نيوز اونلاين
ارتفاع الاصوات التي تندد بالحرب على غزة، وتفهم العالم لموقف الرئيس ترامب وخوف نتنياهو من انهاء الحرب ومحاكمته
دعا الكاتب والناشط السياسي الأمريكي بيتر دريير إلى محاسبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منتقدًا سياساتهما السلطوية، وواصفًا إياهما بأنهما يمثلان تهديدًا للديمقراطية وحقوق الإنسان. وقال دريير في مقال نشره في موقع كومون دريمز إن “العدالة المتساوية تقتضي أن يتشاركا الزنزانة يومًا ما”.
وأشار دريير إلى أن إسرائيل باتت “منبوذة عالميًا” بسبب حربها المستمرة على قطاع غزة، والتي تُنفذ دون أي خطة واضحة لإنهائها، محمّلًا نتنياهو المسؤولية عن هذه العزلة بسبب سعيه لتوسيع سلطاته الشخصية والتهرب من محاكمات الفساد. وأضاف أن نتنياهو لا يكترث بحياة الفلسطينيين ولا بمصير الرهائن الإسرائيليين، بل يستغل الحرب للبقاء في السلطة.
وفي مقارنة لافتة، اعتبر دريير أن الرئيس ترامب يتبع نهجًا مشابهًا، حيث يتغذّى على خطاب الكراهية ويستغل معاداة السامية لقمع خصومه السياسيين وترويع الجامعات والإعلام والمؤسسات الليبرالية. وقال إن ترامب لا يهتم بحماية اليهود، بل يغازل اليمين المتطرف والمسيحيين القوميين الذين يرفضون التعددية ويطمحون إلى دولة دينية تهمّش اليهود وغيرهم.
وأكد دريير دعمه لحق إسرائيل في الوجود، لكنه أدان بشدة سياسات حكومة نتنياهو، من الجرائم في غزة إلى دعم الاستيطان وتقويض الديمقراطية الإسرائيلية، مشددًا على أن غالبية اليهود الأمريكيين يعارضون هذه السياسات.
كما رحّب الكاتب بمواقف عدد متزايد من المنظمات اليهودية الأمريكية، بما فيها الاتحاد من أجل الإصلاح اليهودي، التي باتت ترفض “فظائع إسرائيل في غزة”، خصوصًا في ما يتعلق بمنع إدخال المساعدات الإنسانية، معتبرًا أن التذرع بسرقة حماس لبعض المساعدات لا يبرر حرمان المدنيين منها.
وتناول دريير أيضًا قضية معاداة السامية، مؤكدًا أن الغالبية العظمى من منتقدي إسرائيل ليسوا معادين للسامية، بل يرفضون القتل والمعاناة في غزة. كما انتقد محاولات بعض الجماعات، مثل رابطة مكافحة التشهير (ADL) وحلفاء ترامب، تصوير الجامعات الأمريكية كمراكز للكراهية ضد اليهود، معتبرًا أن هذه الحملات تهدف في الحقيقة إلى “قمع حرية التعبير وترويع المؤسسات الليبرالية”.
وحذّر من أن التهديد الحقيقي لليهود الأمريكيين لا يأتي من الطلاب أو المحتجين، بل من الجماعات اليمينية المتطرفة التي “شجّعها وساندها ترامب”، مشيرًا إلى من رددوا شعار “اليهود لن يستبدلونا” في شارلوتسفيل، ومن ارتكبوا مجازر بحق اليهود في معابدهم.
وأضاف أن صعود معاداة السامية اليمينية تزامن مع صعود ترامب نفسه، معتبرًا أن الرئيس “معاد للسامية منذ زمن طويل”، وأنه يسترضي جماعات كارهة لليهود مثل القوميين البيض والمسيحيين القوميين الذين يريدون تحويل الولايات المتحدة إلى دولة دينية لا مكان لليهود فيها إلا كمواطنين من الدرجة الثانية.
وفي هذا السياق، اتهم دريير ترامب باستغلال قضية معاداة السامية لتقويض الجامعات وحرية التعبير، تمامًا كما يفعل نتنياهو، معتبرًا أن سياسات الرجلين ترتدّ عليهما، فـ”إسرائيل أصبحت منبوذة عالميًا، وترامب مادة للسخرية بين قادة العالم”.
وفي ختام مقاله، تخيّل دريير مشهدًا رمزيًا قال إنه يمثل العدالة الحقيقية: أن يُزج بكل من ترامب ونتنياهو في زنزانة واحدة، “حيث ينالان جزاء ما ارتكباه بحق شعوبهم والعالم”.