العالم

نتنياهو يدفع باتجاه تصعيد الحرب في غزة وسط انقسامات داخلية وضغوط خارجية

هلا نيوز أونلاين

يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى توسيع العمليات العسكرية في غزة، في ظل تعثّر محادثات وقف إطلاق النار مع حركة حماس، وتزايد الضغوط من الداخل والخارج، بينما يعاني الرهائن الإسرائيليون أوضاعًا إنسانية صعبة بحسب مقاطع مصوّرة نشرتها كتائب القسام.

وأظهرت المقاطع رهينتين يشتكيان من الجوع والضعف، ما فجّر صدمة في إسرائيل، وأشعل دعوات لوقف الحرب وإبرام اتفاق يضمن عودتهم، في وقت حذرت فيه منظمات أممية من مجاعة وشيكة في القطاع.

استطلاع رأي نشرته قناة 12 الإسرائيلية أظهر أن 74% من الإسرائيليين، بمن فيهم 60% من أنصار نتنياهو، يؤيدون صفقة تبادل تنهي الحرب مقابل الإفراج عن الرهائن. كما أرسل 600 مسؤول أمني سابق، بينهم رؤساء للموساد والشاباك، رسالة إلى الرئيس الأميركي تطالب بالتدخل لوقف الحرب، مشيرين إلى أن حماس لم تعد تشكل تهديدًا استراتيجيًا.

يقول رئيس معهد القدس للأمن، يوسي كوبرفاسر، إن استمرار الحرب لا يُدار بدافع سياسي بل لتحقيق أهداف استراتيجية، أبرزها القضاء على حماس ومنع إعادة تسليحها. لكنه أقر بخلافات بين القيادات السياسية والعسكرية حول عمق التوغل في غزة، لافتًا إلى تردد الجيش في تحمل مسؤولية إدارة القطاع بعد الحرب.

من جهته، يرى الباحث يوحانان تسوريف، أن بقاء حماس في السلطة يُعد انتصارًا لها، ويحذر من أن صفقة تبادل قد تسمح لها بإعادة بناء قوتها. وأكد أن الجدل داخل القيادة الإسرائيلية لا يزال محتدمًا بين التصعيد أو التسوية.

الخبير السياسي يوآف شتيرن قال إن نتنياهو يفتقر إلى أي خيار سوى التصعيد العسكري، في ظل غياب أفق سياسي أو تفاوضي حقيقي، مرجحًا أن يكون القرار مدفوعًا باعتبارات داخلية تخص ائتلافه الحكومي.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” أشارت إلى ثلاثة سيناريوهات ينوي نتنياهو عرضها على المجلس الوزاري المصغر: احتلال كامل، حصار موسع، أو استئناف المفاوضات. لكن الانقسام داخل الحكومة والجيش حال دون اتخاذ قرار نهائي، وسط ترجيحات بأن يتم اعتماد سياسة “تطويق بلا احتلال”.

وزراء كسموتريتش وبن غفير يدفعون نحو الحسم العسكري، فيما يحذر رئيس الأركان إيال زامير من المخاطر على حياة الرهائن. وإذاعة الجيش نقلت عنه دعوته لـ “وضوح استراتيجي”، مؤكداً أن الجيش مستعد لصفقة شاملة تنهي الحرب بشرط الحفاظ على أمن الحدود.

في ظل هذه التباينات، تتصاعد ضغوط عائلات الرهائن، التي تحذر من أن التصعيد قد يودي بحياة أبنائهم. زعيم المعارضة يائير لابيد انضم إلى هذه الأصوات، مشددًا على أن الحرب خرجت عن أهدافها وألحقت أضرارًا بصورة إسرائيل الدولية دون مكاسب ملموسة.

وبينما تتراجع نسبة التأييد الشعبي للحرب، وتتصاعد التكلفة الإنسانية والسياسية، يبقى النزاع في غزة مفتوحًا على كافة الاحتمالات، في ظل غياب اتفاق واضح ينهي واحدة من أعقد المراحل التي تمر بها إسرائيل في صراعها مع حماس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى