عائدات الرسوم الجمركية الأميركية تسجل قفزة غير مسبوقة بفعل سياسات ترامب التجارية

هلا نيوز اونلاين
كشفت بيانات وزارة الخزانة الأميركية أن عائدات الرسوم الجمركية خلال النصف الأول من عام 2025 تجاوزت إجمالي العائدات المحققة خلال عام 2024 بأكمله، وذلك بفعل حملة الرسوم الجمركية الواسعة التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب منذ أبريل/نيسان الماضي.
ووفقًا لبيانات حديثة نشرتها “فرانس برس”، فإن الإيرادات الجمركية الأميركية حتى نهاية يونيو/حزيران 2025 بلغت أكثر من 87 مليار دولار، مقارنة بـ79 مليارًا فقط جُمعت طيلة العام الماضي، وهو ما يمثل قفزة كبيرة في فترة زمنية قصيرة. وبلغت الإيرادات لشهر يونيو وحده 26.6 مليار دولار، أي ما يقارب أربعة أضعاف ما تم جمعه في يناير.
تأتي هذه الزيادة نتيجة مباشرة لحملة الرسوم الجمركية الجديدة التي بدأها ترامب، حيث فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية عالية على عشرات الدول، شملت شركاء رئيسيين ككندا والبرازيل والهند، إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي. وتخطط واشنطن لرفع الرسوم إلى نسب تتراوح بين 11% و50% بدءًا من الأول من أغسطس/آب.
وأكد الرئيس ترامب أن هذه السياسة ستُعيد للولايات المتحدة عظمتها وغناها الاقتصادي، مشيرًا إلى أن الرسوم أداة ضغط فعّالة لدفع الدول إلى توقيع اتفاقات تجارية وفق الشروط الأميركية. ومن المتوقع أن تستمر العائدات بالارتفاع مع دخول رسوم جديدة حيز التنفيذ، مثل الرسوم بنسبة 50% على النحاس، و25% على المنتجات الهندية.
وقد سارعت عدة دول إلى التفاوض لتفادي العقوبات، حيث وقّعت كوريا الجنوبية اتفاقًا تجاريًا يفرض رسومًا جمركية بنسبة 15% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، وهي النسبة ذاتها التي حصل عليها الاتحاد الأوروبي واليابان في اتفاقات مماثلة. ووافقت سيول أيضًا على استثمارات ضخمة في الولايات المتحدة بقيمة 350 مليار دولار، تشمل مشتريات من الغاز والطاقة.
أما البرازيل، فقد تعرضت لرسوم بنسبة 50% وتأجيل مؤقت لتطبيقها حتى 6 أغسطس، فيما هدد ترامب باستخدام القوة الاقتصادية لمعاقبة القضاة المسؤولين عن محاكمة الرئيس السابق بولسونارو.
وفي تطور لافت، أعلن ترامب أيضًا عن رسائل مباشرة إلى كندا، محذرًا من تداعيات اقتصادية وتجارية بعد إعلانها دعم الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وفي ظل هذه السياسات، حذر خبراء اقتصاد من أن الزيادات الجمركية قد تُساهم في رفع معدلات التضخم وتقويض النمو الاقتصادي، رغم ما تحققه من عائدات كبيرة للخزانة. كما أشاروا إلى أن استمرار التصعيد قد يؤثر على حركة التجارة العالمية ويزيد من اضطراب الأسواق