تحذيرات طبية في بريطانيا: ملايين المرضى يُصنّفون خطأً كمصابين بحساسية البنسلين

هلا نيوز أونلاين
حذر خبراء طبيون في بريطانيا من أن ملايين المرضى مُدرجون خطأً في سجلاتهم على أنهم يعانون من حساسية تجاه البنسلين، مما يؤدي إلى حرمانهم من واحد من أكثر المضادات الحيوية فعالية، ويزيد من خطر مقاومة البكتيريا للعلاج.
وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة لانسِت برايمري كير أن نحو 3 ملايين بريطاني مُسجلون على أنهم لا يستطيعون تناول البنسلين بسبب رد فعل تحسسي سابق، غير أن الفحوص التي أُجريت على نحو 1000 مريض بيّنت أن 90% منهم يمكنهم تناوله بأمان، دون أي أعراض خطيرة.
وبحسب الباحثين، فإن تصنيف كثير من المرضى بحساسية تجاه البنسلين يعود إلى أعراض خفيفة في الطفولة، مثل طفح جلدي أو قيء، وهي لا تمثل دليلاً حقيقيًا على التحسس. وأشاروا إلى أن هذا التصنيف الخاطئ يجبر الأطباء على استخدام مضادات بديلة واسعة الطيف أقل فاعلية، مثل “الدوكسيسيكلين”، مما يزيد من خطر العدوى ومعدل الوفيات.
وقال الدكتور جوناثان ساندوي، قائد الفريق البحثي من جامعة ليدز، إن إعادة تقييم المرضى أمر ملح لتحسين استخدام المضادات الحيوية، وتقليل تكاليف الرعاية، وإبطاء وتيرة تطور مقاومة البكتيريا، مشيرًا إلى أن إزالة التصنيفات الخاطئة من السجلات الطبية يمكن أن تحسّن الرعاية الصحية بشكل كبير.
وشملت الدراسة 51 مركزًا صحيًا في إنجلترا، حيث خضع المرضى لاختبارات تحت المراقبة استمرت ثلاثة أيام. وبعد مرور عام، أُزيلت الحساسية من السجلات الطبية لنحو 88% من الخاضعين للتقييم. كما بينت النتائج أن هذا النوع من الفحوص قد يقلل من عدد زيارات الطبيب والإقامات في المستشفيات.
وأكد البروفيسور كريستوفر باتلر من جامعة أكسفورد، أن هذه الدراسات تسهم في الحفاظ على المضادات الحيوية كعلاجات ثمينة للأجيال القادمة، فيما أشارت الجمعية الملكية للصيادلة إلى أن التصنيف الخاطئ لحساسية البنسلين مرتبط بارتفاع معدل الوفيات، بما يعادل 6 وفيات إضافية لكل ألف مريض سنويًا.
ودعا الخبراء الأطباء إلى تشجيع المرضى على إجراء اختبارات دقيقة، مشددين على أن أعراضًا مثل الغثيان أو الصداع لا تعني بالضرورة وجود تحسس حقيقي