مقالات و آراء

تحديات التحول الرقمي في الأردن: دعوة لتبني المعاملات الإلكترونية بالكامل

 

مقالات واراء – هلا نيوز اونلاين ، الدكتور احمد الهباهبه

كنت قد كتبت بنفس الموضوع سابقاً وللاسف ما زالت المعضلة قائمة وبانتظار حلها من جدورها ، ولكنني ساظل اكتب

حتى يتم حل مشكلة التحديات التي تواجه وناخر تقدمنا في ظل التحول الرقمي .

تحديات التحول الرقمي في الأردن: دعوة لتبني المعاملات الإلكترونية بالكامل
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم، أصبحت الأنظمة الإلكترونية ركيزة أساسية لتقدم الدول وازدهارها. الأردن، كغيره من الدول الطموحة، ينادي بالتطور والتقدم ويسعى جاهداً لتسريع إنجاز المعاملات وتبسيط الإجراءات على المواطنين. إلا أن هذا المسعى يصطدم بواقع مرير يتمثل في تعطل بعض الأنظمة الإلكترونية، والأدهى من ذلك، الإصرار الغريب من قبل بعض الوزارات على العودة إلى المعاملات الورقية، متجاهلين بذلك التوجيهات الملكية السامية والجهود الحكومية الرامية إلى بناء مجتمع رقمي متكامل. إن هذه العقلية التي تتمسك بالروتين القديم وتصر على طلب وثائق غير ضرورية كصور صفحات دفتر العائلة الفارغة، كفيلة بإعاقة عجلة التقدم وتأخير مسيرة التنمية التي يطمح إليها الجميع.
إعاقة التقدم: شبح المعاملات الورقية
إن الإصرار على المعاملات الورقية في عصر الرقمنة ليس مجرد عائق إجرائي، بل هو عقلية تقاوم التغيير وتعيق التطور. ففي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة جاهدة لتبسيط الإجراءات وتسهيل حياة المواطنين من خلال المنصات الإلكترونية، نجد بعض الجهات تصر على طلب وثائق لا قيمة لها، مثل تصوير صفحات دفتر العائلة حتى لو كانت فارغة. هذا السلوك لا يمثل فقط إهداراً للوقت والجهد والموارد، بل يرسخ ثقافة البيروقراطية التي تتنافى تماماً مع رؤية الأردن الحديثة. إن الاستمرار بهذه العقلية كفيل بعدم تقدم البلد، بل قد يؤدي إلى تراجعه في سباق التنمية العالمية.
رؤية ملكية نحو التحول الرقمي
لقد نادى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين مراراً وتكراراً بالتطور التكنولوجي، ودعا إلى شحذ همم الشباب الأردني للارتقاء بهذا البلد العظيم، الآمن والمستقر بإذن الله. إن رؤية جلالته تستند إلى إيمان راسخ بأن التكنولوجيا هي مفتاح المستقبل، وأن تبنيها سيساهم في تعزيز مكانة الأردن ورفاهية مواطنيه. هذه الدعوات الملكية ليست مجرد شعارات، بل هي خارطة طريق واضحة نحو مستقبل رقمي مزدهر، يتطلب تضافر الجهود من كافة القطاعات، الحكومية والخاصة، لتحقيقها.
الحلول المقترحة: نحو معاملات إلكترونية بالكامل
لتحقيق التحول الرقمي المنشود، يجب أن يتم قبول المعاملات جميعها إلكترونياً، وعدم السماح بها ورقياً على الإطلاق. هذا يعني ضرورة تطوير البنية التحتية الرقمية، وتدريب الكوادر البشرية، وتوفير الدعم الفني اللازم لضمان سلاسة العمليات. وحال اكتمال المعاملة، يجب أن يتم إرسال رقم الدفع إلكترونياً ليتم الدفع أيضاً بشكل إلكتروني، دون الحاجة إلى مراجعة صاحب المعاملة أو مندوبه لأي جهة. هذا النهج سيوفر الوقت والجهد على المواطنين، ويقلل من الازدحام في الدوائر الحكومية، ويساهم في تسريع إنجاز المعاملات بشكل غير مسبوق.
برنامج سند: دليل على التوجه الحكومي
إن اعتماد الحكومة على برنامج سند الحكومي هو دليل واضح على توجهها بالمضي قدماً نحو النظام التكنولوجي الرقمي لمواكبة التطور في العالم. هذا البرنامج يمثل خطوة جادة نحو تبسيط الإجراءات وتسهيل الوصول إلى الخدمات الحكومية إلكترونياً. إن دعم هذا البرنامج وتعميم استخدامه على كافة الوزارات والمؤسسات هو السبيل الأمثل لتقليص المعاملات الورقية والاعتماد الكلي على الرقمنة.
دعوة للعمل من اجل التقدم
إننا نناشد أصحاب الرأي والاختصاص، وصناع القرار، وكل من يهمه أمر تقدم هذا الوطن، بتقليص المعاملات الورقية والاعتماد على الأنظمة الإلكترونية بشكل كامل. دعونا نقلل من الجهد والوقت والطوابير المزدحمة، ونسرع في إنجاز معاملات المواطنين. إن الأردن يستحق أن يكون في مصاف الدول المتقدمة تكنولوجياً، وهذا لن يتحقق إلا بتغيير العقليات وتبني الرؤية المستقبلية التي نادى بها جلالة الملك. بمحبة شعبه سيبقى هذا البلد مرفوع الهامة، وبجهود أبنائه المخلصين سيواصل مسيرة التقدم والازدهار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى