انسحاب “أغودات إسرائيل” يضع حكومة نتنياهو على حافة الانهيار

هلا نيوز أونلاين
أعلن حزب “أغودات إسرائيل” الديني، الثلاثاء، انسحابه رسميًا من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد ساعات فقط من خطوة مماثلة اتخذها شريكه في تحالف “يهدوت هتوراه”، حزب “ديغيل هتوراه”، في ظل تصاعد الخلافات حول أزمة تجنيد الحريديم.
ويترك انسحاب الحزبين الحكومة مع 61 مقعدًا فقط من أصل 120 في الكنيست، وهو الحد الأدنى اللازم لبقائها، ما يجعل استقرارها هشًا بشكل غير مسبوق.
ويمثل تحالف “يهدوت هتوراه” طيف الحريديم من ذوي الأصول الغربية، ويملك حاليًا 7 مقاعد في الكنيست. وجاء انسحابهما بعد فشل الحكومة في تقديم مشروع قانون يمنح استثناءات من الخدمة العسكرية للحريديم، رغم مطالب الأحزاب الدينية المستمرة.
وفي تطور قد يزيد من تفاقم الأزمة، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن حزب “شاس” الديني يعتزم بدوره الانسحاب من الحكومة يوم الخميس، ما يعني أن حكومة نتنياهو قد تتحول إلى حكومة أقلية، في حال تنفيذ القرار.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس حزب شاس، أرييه درعي، أبلغ مسؤولين حزبيين بأنه يستعد للانسحاب خلال الأيام المقبلة.
وتأتي هذه التحركات وسط احتجاجات واسعة من الحريديم ضد قرار المحكمة العليا الصادر في 25 حزيران/يونيو 2024، والذي أقر إلزام الحريديم بالتجنيد ومنع تقديم الدعم المالي للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة.
ويمثل الحريديم نحو 13% من سكان إسرائيل، ويرفضون الانخراط في الجيش، مؤكدين أن دراسة التوراة هي رسالتهم الأساسية، وأن الاندماج في الجيش والمجتمع العلماني يهدد هويتهم الدينية.
وعلى مدار عقود، استفاد أفراد الحريديم من تأجيلات متكررة للتجنيد حتى بلوغ سن الإعفاء، ما خلق حالة من الغضب في الأوساط العلمانية التي تعتبر ذلك تمييزًا مرفوضًا.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية نتنياهو بالسعي لإقرار قانون يحمي الحريديم من التجنيد، فقط من أجل الحفاظ على تحالفه الحاكم، واصفة ذلك بأنه “انتهاك لمبدأ المساواة”.
من جانبه، قال سليمان بشارات، الخبير في الشأن الإسرائيلي، إن نتنياهو لا يزال يحتفظ بأغلبية ضئيلة تضمن بقاء الحكومة مؤقتًا، لكنه أشار إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في انسحاب “شاس” المرتقب، والذي قد يؤدي إلى انهيار الحكومة وتحولها لحكومة أقلية.
ورجّح بشارات أن يعوّل نتنياهو على العطلة الصيفية الوشيكة للكنيست، ما يمنحه مزيدًا من الوقت لمناورة الأزمة، خاصة أن مشروع حل الكنيست فشل مؤخرًا، ولا يمكن إعادة طرحه قبل ستة أشهر.
وأضاف أن رئيس الحكومة قد يستخدم هذه الأزمة كورقة ضغط على أحزاب اليمين المتطرف لدعم صفقة وقف إطلاق النار في غزة، أو كمدخل إلى انتخابات مبكرة يطرح نفسه فيها كصاحب “الإنجازات الكبرى” في الحرب وفي تعديل مؤسسات الدولة