هلا نيوز أونلاين
وصف المحلل العسكري البارز في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، رون بن يشاي، حكومة بنيامين نتنياهو بأنها “حكومة مجنونة” تقود البلاد نحو “اتجاهات غريبة وضارة وخطرة”، داعيًا إلى إسقاطها بتحرك شعبي واسع وإضراب اقتصادي شامل، محذرًا من أنها قد تُحدث أضرارًا لا رجعة فيها.
وأكد أن المشكلة لا تكمن في نتنياهو وحده، بل تمتد إلى كافة أعضاء الحكومة “المصابين بتشويه في الفكر وكسوف في المنطق”، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية ترفض إنهاء الحرب رغم تحقيق أغلب أهدافها المعلنة في غزة، وتسعى نحو “معارك إضافية لا جدوى منها”.
وحذّر بن يشاي من أن الحكومة منشغلة بما وصفه بـ”محاولة انقلاب قضائي”، في وقت تخوض فيه إسرائيل حربًا على سبع جبهات، مؤكدًا أن حكومة “عاقلة” ما كانت لتُفكر بتمرير قانون يعفي عشرات الآلاف من الحريديم من الخدمة العسكرية في وقت يحتاج فيه الجيش إلى جنود إضافيين.
وانتقد بن يشاي بشدة مشروع “المدينة الإنسانية” جنوب قطاع غزة، واصفًا إياه بـ”الوهم الخطير” الذي سيحوّل المنطقة إلى “مخيم ضخم للاجئين” دون أي جدوى عسكرية حقيقية، مؤكدًا أن الفلسطينيين الذين سيُنقلون إليها سيظلون مرتبطين بحركة حماس ولن يتم فصلهم عنها كما تدّعي الحكومة.
كما حذّر من أن تكلفة المشروع ستكون بالمليارات، وستقوّض أي محاولة لتحقيق أهداف أمنية، قائلًا: “الحكومة تعتقد أن حشر الفلسطينيين قرب مصر سيدفعهم للتهجير، لكن هذا لن يحدث… لا أحد سيستقبلهم”.
وأوضح أن استمرار الحرب رغم تحقيق أهدافها “ناتج عن رغبة نتنياهو بتسجيل نصر كامل عبر القضاء التام على حماس”، وهو ما وصفه بأنه “وهم خطير قد يؤدي إلى نصر باهظ الثمن”.
ودعا بن يشاي إلى إنهاء الحرب سياسيًا لا عسكريًا، معتبراً أن إنهاء معاناة الأسرى الإسرائيليين في غزة يجب أن يكون أولوية، لأن استمرار احتجازهم يمنع الجيش من إنهاء عملياته بفعالية.
وأكّد ضرورة إشراك السلطة الفلسطينية في ترتيبات “اليوم التالي” في غزة، محذرًا من أن البديل سيكون إما “صومال جديدة” أو حكم عسكري إسرائيلي مكلف وغير مستدام.
وفي ختام مقاله، دعا بن يشاي إلى تحرّك شعبي واسع لإسقاط الحكومة، قائلًا: “إذا لم تعد هذه الحكومة إلى رشدها خلال أسابيع، فلا مفر من إسقاطها عبر إضراب عام مفتوح ونزول جماهيري للشارع”
