هلا نيوز أونلاين
أعلن جيف بيزوس انفصاله عن زوجته ماكنزي في تغريدة لافتة عام 2019، لكن ما تبع ذلك تجاوز حدود العلاقات الشخصية ليشمل مواجهات إعلامية وتحولات مالية معقدة.
ففي عالم المال والنفوذ، لا تكون حالات الطلاق مجرد شؤون عائلية، بل قد تتحول إلى زلازل تهز الأسواق وتعيد رسم ملامح إمبراطوريات بأكملها. هكذا كان الحال مع طلاق مؤسس أمازون وأغنى رجل في العالم آنذاك، من زوجته ماكنزي سكوت، في واحدة من أكثر حالات الانفصال تكلفةً وإثارةً للجدل في العصر الحديث.
وفي الجزء الثاني من سلسلة “أغلى حالات الطلاق”، كشفت مجلة “لوبوان” الفرنسية خفايا هذا الطلاق عالي المخاطر: من تغريدة بسيطة هزّت وول ستريت، إلى ابتزاز إعلامي، وشبهات سياسية، وصولًا إلى توزيع مليارات الدولارات بهدوء يُحسد عليه.
ففي 9 يناير/كانون الثاني 2019، أعلن بيزوس عبر “تويتر” انفصاله عن زوجته بعد 25 عامًا من الزواج وأربعة أطفال، قائلًا: “قررنا الطلاق ومواصلة حياتنا كأصدقاء”. الإعلان بدا بسيطًا، لكنه جاء من رجل بثروة قاربت 130 مليار دولار، بينما كانت أمازون تساوي أكثر من 890 مليارًا آنذاك.
وبحسب المجلة، فإن قرار بيزوس بالكشف عن الطلاق لم يكن بدافع الشفافية، بل كخطوة استباقية لفضح ابتزاز من صحيفة “ناشيونال إنكوايرر”، التي حصلت على رسائل وصور شخصية جمعته بالإعلامية لورين سانشيز. وعيّن بيزوس خبير الأمن غافين دي بيكر للتحقيق، ليُكشف لاحقًا أن مايكل سانشيز، شقيق لورين، هو من سرّب الصور مقابل 200 ألف دولار.
بيزوس لم يصمت، بل نشر مدونة يتهم فيها الصحيفة بابتزازه، وسأل: “إذا كنت أنا لا أستطيع مقاومة هذا الابتزاز، فمن يستطيع؟”.
وكانت خلفيات القضية أعمق، إذ اشتبه بيزوس بوجود دافع سياسي، كون الصحيفة مملوكة لشركة “أمريكان ميديا” المقربة من ترامب، خصمه المعروف، خصوصًا أن “واشنطن بوست” التي يملكها بيزوس سبق أن كشفت صفقات “الصمت” لترامب.
الرئيس الأمريكي آنذاك لم يُخفِ كراهيته لبيزوس، ولقّبه بـ”جيف بوزو”، واستغل الفضيحة للنيل منه. لكن الأخير قلب المعادلة، وظهر بمظهر المدافع عن حرية الصحافة في مواجهة الابتزاز.
أما من الناحية القانونية، فقد جرى الطلاق بهدوء، واحتفظت ماكنزي بـ4% فقط من أسهم “أمازون”، دون أي دور إداري، لكنها خرجت بثروة بلغت 39 مليار دولار تعهدت بتخصيصها للأعمال الخيرية. تزوجت لاحقًا من معلم كيمياء لأطفالها ثم انفصلت عنه لاحقًا.
أما بيزوس، فظهر علنًا مع لورين سانشيز، وأعدّ عقد زواج محصنًا. لم يعد بطل الصحافة، لكنه يتجه نحو حلمه الأكبر: الفضاء، ويقول: “السماء ليست الحدّ”
