تكتيكات النجاة تحت الضغط: كيف تتصدى إناث ضفادع “Rana temporaria” لكرات التزاوج القسرية

هلا نيوز أونلاين
في مشهد طبيعي قاسٍ يتكرر مع بداية موسم التكاثر لدى الضفادع الشائعة الأوروبية (Rana temporaria)، تتجمّع أعداد ضخمة من الضفادع في البرك، وسط سباق عنيف بين الذكور للتزاوج. وغالبًا ما يفوق عدد الذكور عدد الإناث بشكل كبير، مما يؤدي إلى ملاحقة الذكور لأي ضفدع متحرك، والتمسك به بقوة، مما يتسبب أحيانًا بتكوّن “كرات التزاوج” — وهي مجموعات متشابكة من الضفادع قد تؤدي لاختناق الأنثى أو غرقها.
ولتفادي هذا المصير، طورت إناث هذه الضفادع ثلاث استراتيجيات دفاعية بارعة لمواجهة الضغط التكاثري العنيف:
- الدوران (Rotation): تقوم الأنثى بليّ جسدها بقوة في محاولة لإزاحة الذكور المتشبثين بها، وقد استُخدمت هذه الطريقة من قبل 83% من الإناث في تجارب التزاوج القسري.
- النداءات التحذيرية (Release calls): تصدر الأنثى أصواتًا تُشبه نداءات الذكور، في محاولة لتضليل الذكر وإشعاره بأنها غير مناسبة للتزاوج. وقد اعتمدت 48% من الإناث على هذه التقنية.
- التصلب التمويهي أو التظاهر بالموت (Tonic immobility): تلجأ بعض الإناث إلى التجمّد الكامل ومد أطرافها كما لو كانت ميتة، وهي استجابة تبدو انعكاسية أكثر من كونها واعية، واستخدمتها 33% من الإناث في التجارب.
ورغم العنف البيولوجي المحيط بهذه الكائنات، فقد أثبتت هذه السلوكيات فعاليتها الجزئية؛ حيث نجحت 25 من أصل 54 أنثى في الإفلات من الذكور خلال تجارب مخبرية.
ومن اللافت أن الإناث الأصغر سنًا والأقل حجمًا كانت أكثر ميلاً لتجريب جميع هذه الاستراتيجيات، وسجلن معدلات نجاح أعلى في الهروب من التزاوج القسري، ما يشير إلى مرونة تكيفية لدى الضفادع في مواجهة ضغوط بيئية داخل نوعها