خريج علوم سياسية يوجه صرخة مؤلمة لرئيس الوزراء: شهادتنا أصبحت بلا قيمة

هلا نيوز – وجه المواطن معتز زياد سمور، خريج بكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأردنية، رسالة مفتوحة إلى دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، ناشد فيها إنصاف خريجي هذا التخصص، الذين باتوا، بحسب تعبيره، “يخجلون من شهاداتهم”، بعد أن أصبحت بلا قيمة تُذكر في سوق العمل الأردني.
وقال سمور في رسالته التي نشرها موقع “وطنا اليوم”، إنه رغم حمله شهادة من أعرق الجامعات الأردنية، إلا أنه لم يجد أي فرصة عمل تناسب تخصصه، مشيرًا إلى أن الإعلانات المنتشرة للوظائف تقتصر على طلب مؤهل “الثانوية العامة – ناجح” لوظائف بسيطة مثل “مراسل”، بينما تُقصى تخصصات العلوم السياسية بالكامل من فرص التوظيف.
وتساءل سمور عن جدوى وجود هذا التخصص في الجامعات الأردنية إذا كانت الدولة لا تعترف به ضمن احتياجات التوظيف، مضيفًا: “ما معنى أن تفخر الجامعة الأردنية بمكانتها العالمية، إذا كان خريجوها يقفون في طوابير البطالة دون أفق؟”.
ووجه سمور نسخًا من رسالته إلى كل من رئيس الديوان الملكي، وديوان الخدمة المدنية، وإدارة الجامعة الأردنية، وأبناء الشعب الأردني، طالبًا إنصاف الخريجين الذين ينتظرون فرصة تحقق لهم الكرامة والعدالة.
وأكد أن رسالته لا تهدف إلى الهجوم، بل إلى التعبير عن ألم مشترك بين مئات بل آلاف الخريجين، ممن يشعرون بأن الوطن لا يراهم، وأن أحلامهم الجامعية تحوّلت إلى أوراق مركونة في الأدراج.
وتأتي هذه الرسالة في وقت تتصاعد فيه شكاوى الشباب الأردني من ارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين حملة الشهادات الجامعية، ما يثير تساؤلات حول السياسات التعليمية والتوظيفية في البلاد .
وتالياً نص الرسالة :
وطن نيوز
دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان المحترم،
تحية طيبة وبعد،
الموضوع: صرخة خريج بكالوريوس علوم سياسية – شهادة بلا وظيفة
وطنا اليوم:أنا المواطن معتز زياد سمور، خريج بكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأردنية، أحمل شهادتي هذه بكل فخر، لكنها – ويا للأسف – لم تَعد تعني شيئًا في سوق العمل الأردني، ولا في عيون المؤسسات الحكومية أو الخاصة.
في الآونة الأخيرة، انتشرت مئات الإعلانات والطلبات لوظائف شاغرة في الدوائر الحكومية والقطاع الخاص، من مدارس ومستشفيات ومؤسسات رسمية، ولافتٌ أن أغلب هذه الإعلانات تطلب مؤهل “الثانوية العامة – ناجح”، لوظيفة “مراسل”. لكن ما لم أجده، ولو مرة واحدة، هو طلب واحد يبحث عن حامل شهادة في العلوم السياسية.
هل يمكن لدولتكم أن تضعوا في خانة “مراسل – ثانوي ناجح” شهادة “بكالوريوس في العلوم السياسية”؟ فنحن – خريجو هذا التخصص – أصبحنا نخجل من ذكر شهاداتنا، لا لعيب فيها، بل لأن الدولة نفسها لم تَعُد تعترف بها كمدخلٍ للعمل والكرامة.
سيدي الرئيس، ما الجدوى من وجود هذا التخصص في أعرق جامعات الوطن، إن لم يكن له موضع قدم في أي قطاع؟ وما معنى أن تفخر الجامعة الأردنية بمكانتها المتقدمة عالميًا، إذا كان خريجوها يقفون في طوابير البطالة دون أفق؟
رسالتي ليست هجومًا، بل صرخة من قلب موجوع، نيابة عن مئات وآلاف الخريجين العاطلين عن العمل، الذين يشعرون أن الوطن لا يراهم، وأن أحلامهم الجامعية باتت مجرد أوراق في الأدراج.
نسخة موجهة إلى:
دولة رئيس الوزراء الأردني
رئيس الديوان الملكي
ديوان الخدمة المدنية
الجامعة الأردنية
أبناء الشعب الأردني، ليعرفوا كم نحن مظلومون، وليكون لهم حق التعبير والمطالبة بالعدالة
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،
معتز زياد سمور
خريج بكالوريوس علوم سياسية
أحد أبناء هذا الوطن الذي لا يزال ينتظر فرصة.