التسمم الجماعي نتيجة تعاطي الكحول في الأردن… وقفة واجبة أمام جريمة تشرعن باسم القانون

ما شهدناه مؤخراً في الأردن من حالات تسمم جماعي بسبب تناول مشروبات كحولية مغشوشة، ليس مجرد حادثة صحية عابرة، بل هو انعكاس صارخ لانحدار أخلاقي خطير تساهل معه البعض تحت مظلة “الترخيص” و”القانون”، متجاهلين صراحة نصوص الدين، وحقيقة المجتمع، وكرامة الإنسان ,,
إن من تعاطى تلك السموم، سواء نجا أو نفق، إنما جر على نفسه الهلاك بيده، ولم يسقط ضحية جهل بل ضحية انحرافٍ واستهتار بحرمة الدين والنفس والمجتمع ,, فهل يُعقل أن يقال فيهم “رحمه الله” وهو قد بارز الله بمعصية صريحة، أو يُرفع لأجلهم دعاء الشفاء وهم يعبثون بأرواحهم؟
الكحول ليست سوى بوابة مفتوحة إلى الجرائم والانحلال , شاربها يقتل، يزني، يعتدي، يفتك بنفسه وبغيره، بل ويفقد كل مقومات العقل والضمير، ويختنق المجتمع من رائحته النتنة قبل أن يختنق من أفعاله ,,
والأخطر من ذلك، أننا نتساءل بمرارة ? كيف لدولة تعلن هويتها الإسلامية، وتحتضن منارات العلم والشريعة، أن تجيز رسمياً بيع ما لا يختلف في جوهره عن المخدرات، تحت ستار تنظيم السوق أو استرضاء فئات معينة؟
إن تقنين الفساد لا يجعله مباحاً، وإن التغاضي عن المنكر لا يلغي فحشه، وإن التهاون مع تجارة السموم لا يبررها لا عرفاً ولا ديناً ولا مروءة ,,
واجبنا اليوم، أن نصوب هذا الاعوجاج، ونطالب بوقف كل أشكال شرعنة الخمور، حماية لأرواح شبابنا، وصوناً لأخلاق مجتمعنا، واحتراماً لثوابت ديننا ,,
وختاماً، من اختار درب الضياع بملء إرادته، فليتحمل نتائج فعله، ولا ينتظر من المجتمع أن يجمّل صورة الانحراف، أو يلبس المجاهر بمعصيته رداء المظلومية .