إلى من يهمه الأمر،

د. طه العيطان
هناك واقع صعب يعيشه العديد من الأسر في مجتمعنا، واقع لا يراه إلا من خاضه، ولا يشعر بمراراته إلا من عاش تفاصيله اليومية ،، نتحدث هنا عن الأسر التي رزقها الله بأطفال يعانون من إعاقات مختلفة، سواء كانت إعاقة حركية، منغولية (متلازمة داون)، توحد، مشاكل في السمع أو البصر، أو أمراض خلقية معقدة في القلب وغير ذلك من الابتلاءات التي نسأل الله أن تكون لهم ولذويهم رحمة وأجراً ،،
هذه الأسر لا تعيش حياة عادية كباقي الناس مثل كلمة ماذا بعد ان نغادر هذه الدنيا من لهم بعد الله ، بل تتحمل أعباء مضاعفة تفوق طاقة الكثيرين، فطفل واحد من هذه الحالات قد يحتاج إلى رعاية تساوي ما يحتاجه عشرة أطفال أصحاء، من تغذية خاصة، وعلاج مستمر، وأجهزة طبية، وبرامج تأهيل، ورقابة دائمة، بل وحتى ترتيبات منزلية تناسب حالته الصحية.
وحين يكون الأب والأم موظفين، غالباً ما يجبر أحدهما على ترك عمله للتفرغ لرعاية هذا الطفل، ما يعني خسارة مصدر دخل رئيسي للأسرة في وقت تزداد فيه النفقات بشكل يفوق التوقعات، من تعليم وملبس ومشرب، وفواتير كهرباء، وماء، واتصالات، ومواصلات، ناهيك عن الأدوية والمستلزمات الصحية ،،
السؤال الذي نطرحه بصدق: أين دور الحكومات في هذا الملف؟ لماذا لا توجد مخصصات مالية مباشرة لمثل هذه الأسر التي تعيش تحت ضغط نفسي ومالي هائل؟ لماذا لا نرى برامج دعم ورعاية منزلية منظمة للأطفال ذوي الإعاقات وأسرهم؟ أليس هؤلاء أبناء هذا الوطن، ولهم الحق في الكرامة، والعلاج، والتعليم، والحياة الكريمة؟
نعم، الأجر عظيم لمن يصبر ويحتسب، ولكن هذا لا ينفي حاجتهم الماسة للمساعدة، ولا ينقص من كرامتهم أن نمد لهم يد العون، بل هو واجب مجتمعي وإنساني قبل أن يكون مسؤولية حكومية ،،
أرجو أن تجد هذه الكلمات صدى عند قلوب أصحاب القرار، وأن تتحول إلى واقع ملموس يشعر به هؤلاء الأسر في حياتهم اليومية، فهم بحاجة إلى دعم فعلي، لا شعارات ولا وعود