إيران تشيّع قادتها في جنازة رسمية وسط تصعيد سياسي مع واشنطن وتل أبيب

هلا نيوز أونلاين
أقامت إيران، يوم السبت، جنازة رسمية لحوالي 60 من كبار قادتها العسكريين والعلماء النوويين والمدنيين، الذين قضوا خلال المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، والتي استمرت 12 يومًا، وسط تصعيد إقليمي غير مسبوق وانقسام في الرواية حول “النصر” بين طهران وتل أبيب.
وتحولت مراسم التشييع في شوارع طهران إلى مشهد غاضب، بثه التلفزيون الرسمي الإيراني مباشرة، حيث ظهر آلاف الإيرانيين يرتدون ملابس سوداء ويهتفون “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”، في مشهد يعكس حجم التوتر المتصاعد.
مراسم وتوابيت وصواريخ
وبجانب توابيت مغطاة بالأعلام الإيرانية، عُرضت مجسمات لصواريخ باليستية مماثلة لتلك التي استُخدمت في الهجوم الإيراني على إسرائيل. وبرزت لافتات، إحداها كُتب عليها “بوم، بوم، تل أبيب”، في إشارة إلى الصواريخ الانتقامية التي أطلقتها إيران.
حضر الجنازة كل من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والأدميرال علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى، الذي ظهر متكئاً على عكاز، عقب إصابته في إحدى الغارات. المرشد الأعلى علي خامنئي لم يحضر، لكنه سبق أن أعلن “النصر” في خطاب مصور بُث الخميس الماضي.
“لا استسلام”: العراقجي يرد على ترامب
وزير الخارجية عباس عراقجي استغل المراسم لتوجيه رسالة عبر إنستغرام قال فيها:
“قدم الإيرانيون دماءهم لا أرضهم… صمدوا أمام القنابل ولم يستسلموا”.
وأكد أن إيران لا تعترف بكلمة “استسلام”.
تصريحاته جاءت بعد هجوم دونالد ترامب على خامنئي، حيث قال الرئيس الأمريكي السابق عبر منصته “تروث سوشيال”:
“كنت أعلم أين يختبئ خامنئي… وأنقذته من موتٍ مشين… وكان عليه أن يشكرني!”.
وأكد ترامب أنه علّق أي مساعٍ لتخفيف العقوبات، بعدما تلقى من إيران “بياناً مليئاً بالكراهية”، حسب تعبيره.
في المقابل، رد عراقجي عبر منصة إكس:
“إذا كان ترامب صادقاً بشأن التفاوض، فعليه الكف عن لهجته الوقحة تجاه سماحة المرشد”، مؤكداً أن “الشعب الإيراني لا يخضع للتهديد”.
أبرز القتلى: قادة وعلماء
من أبرز من سقطوا خلال الصراع:
اللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، الذي قُتل مع زوجته وابنته.
اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، الذي لقي حتفه في اليوم الأول من الحرب وسيُدفن الأحد.
العالم النووي محمد مهدي طهرانجي، سيُدفن مع زوجته.
بالإضافة إلى أربعة أطفال وأربع نساء بين الضحايا الـ60.
ضربات متبادلة ومزاعم “النصر”
الولايات المتحدة انضمت نهاية الأسبوع الماضي إلى المواجهة، عبر تنفيذ غارات على 3 مواقع نووية إيرانية، معلنة أن تلك الضربات أعادت برنامج إيران النووي “سنوات إلى الوراء”.
في المقابل، قال خامنئي إن تلك الضربات “لم تحقق شيئاً”، بينما أكدت إسرائيل أنها “أحبطت المشروع النووي الإيراني”، وهددت باستئناف العمليات إذا استؤنف البرنامج.
موقف دولي غاضب
وجه السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، رسالة إلى الأمين العام ومجلس الأمن والجمعية العامة، استنكر فيها تصريحات أمريكية وإسرائيلية وصفها بأنها “تحريض صريح على اغتيال خامنئي”.
وأشار إلى أن هذه التصريحات تنتهك المادة الثانية، الفقرة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تحظر التهديد باستخدام القوة. كما نبه إلى أن هذه التهديدات تنتهك حصانة رؤساء الدول وتعد تحريضًا على الإرهاب برعاية دول.
حصيلة الضحايا وأزمة دولية
أفادت وزارة الصحة الإيرانية أن الهجمات الإسرائيلية أودت بحياة 627 مدنيًا، في حين تشير الإحصائيات الإسرائيلية إلى مقتل 28 شخصًا جراء الرد الإيراني.
وبينما أعلن ترامب عن “محادثات نووية مرتقبة” الأسبوع المقبل، نفت طهران وجود أي نية للتفاوض، وأقر البرلمان الإيراني تشريعًا يعلّق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة تؤكد التصعيد لا الانفراج.