الشرق الأوسط

صحيفة عبرية: وهم النصر ينهار في غزة والجيش غارق في الوحل

هلا نيوز – وصفت صحيفة “معاريف” العبرية الحرب المستمرة في قطاع غزة بأنها “وهم نصر” يتهاوى يومًا بعد يوم، في ظل استنزاف طويل الأمد لقوات الاحتلال، وعجز سياسي عن تحديد هدف واضح أو تحقيق إنجاز حقيقي على الأرض.

وفي مقال تحليلي للصحفي الإسرائيلي آفي أشكنازي، قالت الصحيفة إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يواصل ترويج صورة غير واقعية عن الانتصار في غزة، رغم مضي أكثر من 629 يومًا على بدء الحرب، وتكبد الجيش خسائر فادحة وصلت إلى 1905 قتلى من الجنود والمستوطنين، دون أي تقدم جوهري يُذكر.

وأكد المقال أن الحرب أصبحت بلا أفق سياسي أو عسكري واضح، بينما تنهار الأهداف التي وضعتها إسرائيل مع بداية العدوان، وعلى رأسها استعادة الأسرى عبر الضغط العسكري، حيث لا يزال 50 إسرائيليًا محتجزين لدى حركة حماس.

وأضاف أن تل أبيب سجّلت نجاحات موضعية في جبهات أخرى كلبنان وسوريا وإيران، لكنها فشلت في غزة، حيث لم تحقق أي نصر ملموس، فيما لا تزال حركة حماس صامدة، وأنفاقها تعمل، والدعم الشعبي لها لم يتراجع.

أزمة استراتيجية وقيادية
وانتقدت الصحيفة غياب الإستراتيجية العسكرية، مشيرة إلى أن القيادة السياسية والعسكرية تفشل في الإجابة عن السؤال الأساسي: ما الهدف من هذه الحرب؟، لافتة إلى أن حالة الإنهاك تزداد، خصوصًا مع مقتل 20 جنديًا خلال شهر حزيران فقط.

كما أشار المقال إلى أن الجيش يعاني من تآكل في العتاد ونقص في القوى البشرية، وأن الجنود يتم الدفع بهم إلى الميدان مباشرة بعد إنهاء تدريبهم، في دورات قتالية مرهقة ومتواصلة.

وسلّط المقال الضوء على الفشل في إحدى العمليات الهندسية في خانيونس، والتي تحولت إلى نموذج يُظهر عمق المأزق الميداني الذي يواجهه الجيش، في ظل غياب التحصين والتخطيط والاستعداد الكافي لمواجهة حرب الأنفاق.

انهيار الخطاب الرسمي
وأكدت “معاريف” أن الشعار الذي يروّج له نتنياهو حول “نصر مطلق” بات منفصلًا عن الواقع بشكل متزايد، مشيرة إلى أن الجيش استخدم حتى الآن خمس فرق قتالية لاجتياح أجزاء من غزة، لكنه اضطر إلى تقليصها لاحقًا نتيجة التوتر مع إيران.

وشددت الصحيفة على أن الجيش لم يكن مستعدًا لمستوى التحصين تحت الأرض الذي أظهرته حماس، ولا للقدرة القتالية التي واجهها، ما جعله يغرق في “وحل غزة” دون هدف أو مخرج واضح .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى