الماء الساخن في الصيف… سرّ صحي صيني يتحدى حرارة الطقس

هلا نيوز أونلاين
رغم الحر الشديد في أشهر الصيف، لا يزال الصينيون يفضلون شرب الماء الساخن، عادة تبدو غريبة لزوار الصين من خلفيات ثقافية غربية، لكنها في الواقع متجذرة في التقاليد الصحية الصينية القديمة، وتعكس فلسفة عميقة ترى أن الماء الدافئ يحقق توازنًا جسديًا ونفسيًا.
وفي الوقت الذي يتجه فيه معظم سكان العالم إلى المشروبات الباردة لمواجهة درجات الحرارة، ترى الثقافة الصينية أن شرب الماء الساخن وسيلة للعناية الصحية لا تقل أهمية عن النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة.
تقليد قديم.. وممارسة معاصرة
يُعد حمل الترمس المملوء بالماء الساخن مشهدًا شائعًا في الشوارع، والمكاتب، والقطارات بالصين، وتعد هذه العادة جزءًا من الطب الصيني التقليدي الذي يؤمن بأن الماء الدافئ يدعم توازن “الين واليانغ” داخل الجسم، وهو ما يساهم في تعزيز وظائف الأعضاء.
فوائد صحية متعددة
وفقًا لدراسات حديثة، هناك فوائد مثبتة لشرب الماء الدافئ، منها:
-
تحفيز الهضم: يساعد في إفراز الإنزيمات الهضمية، ويخفف الانتفاخ والإمساك.
-
تحسين حركة الأمعاء: يعزز من قدرة الجسم على التخلص من السموم.
-
ترطيب الجسم: خاصة بعد التعرق أو المجهود البدني.
-
تحسين الدورة الدموية: بفضل تأثيره على توسيع الأوعية الدموية.
-
تخفيف التوتر العضلي: تمامًا كما يحدث خلال استخدام حمامات الساونا.
-
دعم الجهاز التنفسي: حيث يعمل البخار المصاحب للماء الدافئ على تخفيف احتقان الجيوب الأنفية والحلق.
-
تحسين الحالة النفسية: يُعتقد أن الماء الساخن ينشّط الجهاز العصبي المركزي، ما يُسهم في رفع التركيز وتقليل التوتر.
خيار صحي بديل
يرى خبراء التغذية أن الماء الساخن ليس مجرد عادة ثقافية، بل خيار بديل صحي، حيث لا يتسبب في صدمة حرارية للجهاز الهضمي كما قد يفعل الماء البارد، خصوصًا بعد تناول الطعام.
بين العادة والمناعة
التجربة الصينية في شرب الماء الساخن تقدم نموذجًا مختلفًا لفهم العلاقة بين المشروبات والطقس. ففي حين قد ينظر البعض إلى الفكرة باعتبارها غير منطقية، يؤكد الصينيون أن الحفاظ على صحة الجسم في الصيف لا يتحقق فقط بالتبريد، بل بـ”توازن داخلي” تخلقه ممارسات مثل شرب الماء الدافئ.