مقالات و آراء

تحولات متوقعة

حمادة فراعنة

لم يتوقف القصف العدواني، والقتل والتدمير، المتعمد من قبل المستعمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، طوال الحرب على إيران.

حرب المستعمرة على ايران، أخذت الأولوية على كل المستويات، و خطف الهجوم الاسرائيلي، ومن ثم  الاميركي، الاهتمام العالمي، وميدانيا العسكري والإعلامي والسياسي في الهجوم الإسرائيلي، وزاد الرد  الإيراني بعد الصمود واستيعاب الضربات الإسرائيلية الأميركية، وتوجيه الضربات الموجعة الإيرانية نحو المستعمرة وخاصة نحو المدنيين الذين ذاقوا مرارة الحرب لأول مرة منذ عام 1948، زاد من حجم الاهتمام السياسي،  بعد المفاجأة التي سببتها ايران عبر ضرباتها لمواقع المستعمرة، وهي ضربات موجعة لم يحصل ما يشبهها من قبل، لا في عمليات المقاومة الأحادية المحدودة، ولا في حرب أكتوبر عام 1973، ولا في ضربات حزب الله.

لأول مرة يدفع مجتمع المستعمرة ثمن خيارات الحرب، بالتدمير والقتل مهما بدا محدوداً، ولكنه سبب لهم الوجع، ودفع الثمن، بل والهروب والبحث عن ملاذات آمنة بما فيها الهروب إلى خارج فلسطين.

العوامل الضاغطة على نتنياهو لوقف حربه المجنونة المتطرفة العنصرية على قطاع غزة ستستأنف فعالياتها والمتمثلة بالعوامل الثلاثة:

1- احتجاجات عائلات الأسرى الإسرائيليين المطالبة بوقف الحرب على غزة، والتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى.

2- خلاصات مواقف المؤسسات العسكرية والأمنية: الجيش، المخابرات الخارجية الموساد، الاستخبارات العسكرية أمان، والمخابرات الداخلية الشباك، في الوصول إلى نتيجة مفادها: «لم يعد أي هدف استراتيجي يمكن تحقيقه في قطاع غزة».

استمرار الحرب على غزة سيؤدي فقط إلى القتل والدمار للفلسطينيين، وقتل الأسرى الإسرائيلييين.

3- المظاهرات الاحتجاجية في أوروبا وأميركا ضد الحرب على قطاع غزة، وستزداد الاحتجاجات الإسرائيلية بعد الدمار الذي أصاب المؤسسات الإسرائيلية، وستتضاعف الاحتجاجات الإسرائيلية مع عائلات الأسرى، وستتواصل الاحتجاجات الأوروبية، وقد يبرز عامل مستجد إضافي هو موقف الإدارة الأميركية، التي ستعمل على وقف حرب نتنياهو على قطاع غزة.

تحولات مستجدة أحرزتها الحرب على إيران، ستكون أغلب عناوينها لصالح الشعب الفلسطيني، وستعود بالخزي والعار على حكومة نتنياهو، بما فيها تراجع نسب التأييد له ولحكومته بعد أن قفزت لصالحه طوال حربه ضد حماس وحزب الله والجيش السوري، وصولاً إلى القصف والاعتداء والهجوم على إيران، ولكن بعد أن تحول المشهد لصالح إيران  عبر القصف المتبادل، وستكون نتائج الاستفتاءات لصالح خصومه والانكفاء الإسرائيلي عن التصويت له ولصالحه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى