مقالات و آراء

يحتاج النهارُ إلى دليل !!

محمد داوديه

الفرح الذي يبديه الناسُ بتهاطل الصواريخ على تل أبيب عاصمة جرائم الإبادة الجماعية، ليس حبًا بالمرشد، ولا تصديقًا لمزاعمه ولا لاتخاذه مرشدّا، بل شماتةً بنتياهو وكرهًا له واحتقارًا.

جدالنا لن يقدم بوصلةً، ولن يؤخر مِلمترًا، على سير الصراع بين المشروعين التوسعيين الإمبراطوريين الصهيوني والفارسي، التوسعيين على حساب أمتنا وقضيتنا، لأن الخيار الوحدوي العربي، الذي هو خلاصنا، قد تعرض إلى تحريف وتجريف على أيدي أبنائه الحكام الطغاة.

ودعونا نرتب الممكنات والأولويات:

الوحدة الوطنية تجعلنا أقوياء،

الوحدة الوطنية الفلسطينية تجعلنا أقوى،

التضامن العربي -ولا أقول الوحدة العربية-  سيجعلنا قادرين على مواجهة البلطجة الإسرائيلية القادمة.

وبوضوح شديد، فقد أسهم نظام الملالي في ذبح العراق وهدم الدولة، عندما تحالف مع الغزاة الأميركان.

وذبح نظام الملالي سوريا ولبنان والعراق واليمن، وأنهك الأمة، ثم ها هو يحاول ان يغسل جناباته ويمسح خطاياه وآثامه، ودماء علماء العراق وطياريه وجيشه، وأرواح آلاف اليمنيين، وأطفال مضايا والقصير، ومعذبي صيدنايا، وأحرار لبنان الذي اغتيلوا في رابعة النهار، يحاول ان يغسل كل تلك الجنايات بقصف تل أبيب بألف صاروخ، لن تُسقط الفٌ أخرى غيرُها، الكيانَ الصهيوني، ولن ترفع السكاكين عن أعناق أبناء قطاع غزة، ولن ترد توحش المستوطنين عن أهلنا في الضفة الغربية المحتلة.

اذبحْ أربع عواصم عربية، وتطهّر من كل آثامك، بقصف عاصمة الكيان الإسرائيلي، حتى لو جاء قصفك ردًا على عدوان نتنياهو وقصف إيران واستباحتها !!

الفرق بين الكيان الصهيوني ونظام الملالي، هو أن الأول يطعننا في الصدر، والآخر يطعننا في الظهر.

اليوم تصدق عبارة الخل أخو الخردل.

فإذا توقف التقاذف الصاروخي الفرط صوتي، سوف يبدأ التقاذف الكلامي الفرط صوتي، لن تتوقف ورشة التعمية المفرطة.

الآن سوف يحاول الذين اعتادوا تأجير وعيهم، أن يضللوا الرأي العام ويجروه إلى بطن الحوت الإيراني، الذي لا يزال يبتلع المقدرات العربية في تلك العاصمة وتلك.

وسلام الله ورحمته على شهداء مضايا والقصير ومعذبي وشهداء سجن صيدنايا، التي تعود إلى الحياة ويغرق جزاروها في لعنة الله والعار والتاريخ .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى