البطيخ في مرمى الانتقادات: أسعار مرتفعة وشكاوى صحية تُثير الجدل

هلا نيوز – مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يعود البطيخ ليتربع على عرش الفواكه الموسمية لدى الأردنيين، إلا أن موسم هذا العام جاء مختلفًا، وسط موجة انتقادات شعبية عبر منصات التواصل الاجتماعي طالت أسعار الفاكهة المفضلة، إضافة إلى قلق متزايد من أعراض صحية أبلغ عنها بعض المستهلكين بعد تناوله.
أسعار تفوق التوقعات
البداية كانت مع شكاوى متكررة من ارتفاع سعر الكيلو الواحد للبطيخ، الذي تراوح بين 60 و65 قرشًا، وهو رقم اعتبره المواطنون غير مبرر، خاصة أن البطيخ لطالما كان فاكهة “الشعب” ووجبة صيفية يومية للأردنيين.
المواطن أشرف صالح، وهو أب لثلاثة أطفال، وصف الوضع بقوله: “البطيخ كان رمزية للصيف، الآن أصبح رفاهية. الأسعار لا تتناسب مع دخل المواطن، ونتمنى من وزارة الصناعة والتجارة التدخل وتحديد سقف سعري منطقي”.
من جانبهم، برر عدد من التجار والمزارعين هذا الارتفاع بزيادة الكلف التشغيلية، خاصة أجور العمال، وارتفاع أسعار الأسمدة، والمياه، إضافة إلى النقل في ظل زيادة أسعار المحروقات.
شكاوى من مغص وآلام البطن
لكن لم تقتصر الشكاوى على الأسعار، إذ أفاد عدد من المواطنين بتعرضهم وأطفالهم لحالات مغص حاد وآلام في البطن بعد تناول البطيخ، ما أثار موجة قلق دفعت كثيرين للتساؤل عن جودة المنتج المعروض في الأسواق.
مختصون في التغذية أوضحوا أن الأعراض قد لا ترتبط بجودة الثمرة نفسها، بل بعوامل مثل:
الإفراط في تناول البطيخ، خاصة على معدة فارغة.
تناوله مباشرة من الثلاجة، حيث تؤدي البرودة الزائدة إلى تقلصات هضمية.
عدم غسل القشرة الخارجية، ما يسمح بانتقال ملوثات إلى اللب عبر السكين أثناء التقطيع.
الجهات الرقابية تدخل على الخط
وزارة الزراعة أكدت التزامها بفحص المنتجات الزراعية بشكل دوري والتأكد من خلوها من أي متبقيات ضارة، لكنها شددت على أهمية الممارسات الصحية السليمة لدى المستهلكين أنفسهم.
من جهتهم، دعا المواطنون وزارة الصناعة والتجارة ومؤسسة الغذاء والدواء إلى تشديد الرقابة، سواء لضبط الأسعار أو لسحب عينات من الأسواق وفحصها مخبريًا لتبديد أي مخاوف حول جودة البطيخ وسلامته.
بين الرمزية الشعبية والرقابة الغائبة
البطيخ الذي لطالما مثّل فاكهة الصيف الأردنية بامتياز، تحوّل هذا الموسم إلى ملف جدلي يختبر فعالية الرقابة الحكومية، وسط مطالب بقرارات عاجلة تعيد “ملك الصيف” إلى مكانته المستحقة دون أن يتحول إلى عبء مادي أو مصدر قلق صحي.
ويبقى السؤال المطروح على طاولة النقاش: هل ستنجح الجهات المعنية في طمأنة المواطنين وضبط السوق؟ أم أن موسم البطيخ هذا العام سيبقى محفوفًا بالهواجس .