هدوء حذر بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

هلا نيوز – تتجه الأنظار إلى مستقبل المواجهة بين إسرائيل وإيران، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فجر اليوم الثلاثاء دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين حيز التنفيذ. وكتب ترمب على منصة “تروث سوشال”: “الرجاء عدم انتهاكه”، مؤكدًا أن الاتفاق ينص على وقف كامل للعمليات العسكرية، واصفًا إياه بأنه “نصر دبلوماسي لإيران وإسرائيل وللعالم بأسره”، محذرًا من أن استمرار الحرب كان سيقود إلى تدمير شامل للشرق الأوسط.
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ عند الساعة السابعة صباحاً بتوقيت القدس المحتلة، لكن قبل ذلك بساعات، أطلقت إيران ستّ دفعات من الصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية، أدت إلى مقتل أربعة أشخاص في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، وفق ما أفادت به وسائل إعلام عبرية. كما سُمع دوي صافرات الإنذار في مناطق متفرقة من البلاد.
في المقابل، أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مشيرة إلى أن “العدو أُجبر على القبول به”. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده كانت مستعدة لوقف الهجمات إذا أنهت إسرائيل “عدوانها غير القانوني” قبل الساعة الرابعة فجراً بتوقيت طهران. وهدد بأن أي تصعيد إسرائيلي بعد المهلة سيُقابل بردود إيرانية إضافية.
على الجانب الآخر، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر أمنية أن الجيش الإسرائيلي نفّذ محاولات اغتيال متعددة خلال الليل، واستهدف منشآت تابعة للحرس الثوري الإيراني ومواقع لصناعات دفاعية ونووية. في المقابل، أفادت وسائل إعلام إيرانية أن 9 أشخاص قُتلوا و33 جُرحوا نتيجة هجوم إسرائيلي على مبانٍ سكنية في مدينة آستان أشرفية شمال إيران.
وفي خلفية هذه التطورات، كشفت وكالة رويترز عن دور قطري فاعل في الوساطة، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي ترمب ونائبه جي دي فانس أجريا اتصالًا مباشرًا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد استهداف قاعدة العديد الأميركية في قطر. وطلب ترمب خلال الاتصال تدخل قطر لإقناع إيران بالموافقة على وقف إطلاق النار، بعدما أبدت إسرائيل موافقتها.
وأكد مصدر مطلع للوكالة أن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قام باتصالات مكثفة مع طهران عقب مكالمته مع ترمب، ولعب دوراً حاسماً في تحوّل الموقف الإيراني نحو القبول بالاتفاق.
ورغم التوصل إلى الاتفاق، فإن الهدوء لا يزال هشّاً، وسط حالة من الترقّب والتوتر بشأن التزام الطرفين به، في ظل مؤشرات ميدانية على استعداد كل طرف للرد في حال أي خرق محتمل، ما يجعل الساعات القادمة حاسمة في تثبيت التهدئة أو تجدد التصعيد .