الاردن

ما قصة المسيّرة الإيرانية “شاهد 101” التي سقطت في عمّان؟

هلا نيوز – قال الخبير العسكري الأردني نضال أبوزيد في تصريح خاص لشبكة CNN بالعربية، إن الطائرة المسيّرة التي سقطت في منطقة أم أذينة وسط العاصمة عمّان تعود لطراز “شاهد 101″، وهي من الطائرات الانقضاضية التي طورتها إيران عام 2021، وتبلغ حمولتها نحو 10 كغم من المتفجرات.

وأوضح أبوزيد أن الطائرة تعمل بالطاقة الكهربائية، ولا تولّد حرارة أو موجات رادارية، ما يصعّب اكتشافها واعتراضها، كما أنها لا تُوجه إلكترونياً بشكل مباشر، مما يعقّد التصدي لها تقنياً. وسبق استخدامها مرتين على الأقل، إحداهما من قبل حزب الله في هجوم استهدف منشأة تابعة لشركة “رافائيل” الإسرائيلية في بداية حرب غزة عام 2023.

وأكدت القوات المسلحة الأردنية، على لسان مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، أن المسيّرة كانت تحمل رأساً متفجراً لم ينفجر، وأن سبب سقوطها يعود إلى عطل فني. وتُعد هذه ثالث مرة تسقط فيها مسيّرة في منطقة مأهولة في الأردن، من أصل نحو 30 طائرة مسيّرة اخترقت الأجواء الأردنية منذ بداية التصعيد العسكري في المنطقة.

ورجّح أبوزيد أن يكون سبب سقوط الطائرة ناتجاً عن التشويش الإلكتروني الذي أعلنت إسرائيل عن استخدامه ضد المسيّرات الإيرانية، رغم أن الطائرة لا تعتمد في توجيهها على إشارات إلكترونية تقليدية. وأضاف أن إسرائيل بدأت باستخدام منظومة جديدة تُعرف بـ”الشعاع الحديدي”، تعتمد على شعاع ليزر منخفض التكلفة (15 دولاراً فقط للطلقة الواحدة) لاعتراض المسيّرات.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ بتخفيف اعتماده على منظومات الدفاع الجوي باهظة التكلفة مثل منظومة “حيتس”، التي تبلغ تكلفة الصاروخ فيها نحو 3 ملايين دولار، واستعاض عنها بمنظومات مثل “الشعاع الحديدي” و”باراك 8″ البحرية، التي تستخدم صواريخ “لارد” باهظة الثمن ولكنها تركّب على قطع بحرية مثل الكورفيت.

وفيما يتعلق بالرأس المتفجر الذي تحمله “شاهد 101″، أكد أبوزيد أنه كبير نسبياً ويتميّز بخاصية الانقضاض، مشيراً إلى أن إيران اعتمدت هذا النوع من المسيّرات في الموجات الهجومية الأخيرة (16، 17، 18، و20)، في مؤشر على توجهها لتقليل استخدام الصواريخ البالستية المكلفة، والتي تتراوح تكلفتها بين 800 ألف ومليون دولار، مقابل الطائرات الانقضاضية التي لا تتجاوز تكلفتها بضع مئات من الدولارات.

أما عن سبب تكرار الاختراقات للأجواء الأردنية، فأوضح أبوزيد أن معظمها ناتج عن مسار الصواريخ البالستية، التي تعتمد على مسار منحني عبر الغلاف الجوي وتسقط نحو هدفها، وغالباً ما تمر عبر الأجواء الأردنية كونها أقصر طريق. وعلى عكسها، يمكن للصواريخ الجوالة “كروز” أن تُوجه من مسارات مختلفة، مثل شمال العراق إلى سوريا.

الواقعة أثارت جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً مع تكرار الحوادث، ما يفتح الباب أمام تساؤلات عن أمن الأجواء الأردنية في ظل التصعيد الإقليمي المتصاعد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى