العالم

ضربة إيرانية على “قرية التكنولوجيا” في بئر السبع تهزّ واحدة من أهم القواعد العسكرية الإسرائيلية

هلا نيوز أونلاين

في تطوّر لافت ضمن التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل، قصفت طهران بصاروخ ثقيل “قرية التكنولوجيا والاتصالات” جنوبي إسرائيل، والتي تُعد إحدى القواعد العسكرية الأكثر تطورًا في البلاد، ما تسبب بعشرات الإصابات وأضرار مادية جسيمة، حسب ما أكده جيش الاحتلال الإسرائيلي.

■ مشروع استراتيجي في قلب “متروبولين بئر السبع”

القرية التي تعرضت للقصف تُعرف باسم “قرية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات”، وتقع شمال مدينة بئر السبع ضمن مجمع هايتك “غب-يام” قرب جامعة بن غوريون، وتمتد على 180 دونمًا، وتبلغ مساحة المباني فيها 180 ألف متر مربع.

تروّج الحكومة الإسرائيلية للقرية بوصفها نموذجًا لقاعدة ذكية ذات بنية تحتية متقدمة، ضمن خطة متكاملة لتحويل بئر السبع إلى محور تكنولوجي وأمني حيوي في الجنوب، وتشمل المشروع القيادة الجنوبية للجيش، قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وحدة “أوفيك 324″، ومدرسة الدفاع السيبراني، إلى جانب مساكن تتسع لآلاف الجنود.

المشروع، الذي بلغت تكلفته أكثر من 5 مليارات شيكل، تم تطويره من قبل شركتي “أفريكا إسرائيل” و”شيكون وبينو”، وفق نظام “بي إف آي” (مبادرة التمويل الخاص)، وأُنجز في عام 2023.

■ تفاصيل الضربة الإيرانية: “الوعد الصادق 3”

فجر السبت، سقط صاروخ إيراني يحمل رأسًا متفجرًا يزن أكثر من 300 كغم على الموقع العسكري شديد التحصين، في إطار عملية “الوعد الصادق 3” التي أطلقتها طهران ردًا على هجمات إسرائيلية طالت منشآت نووية وقادة إيرانيين قبل أيام.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن الصاروخ لم يتم اعتراضه وسقط بشكل مباشر في بئر السبع، متسببًا في حفرة عميقة واشتعال النيران في مرآب للسيارات. كما تضررت محطة القطارات المركزية في المدينة وأعلنت شركة القطارات الإسرائيلية عن إغلاقها إلى إشعار آخر.

يديعوت أحرونوت أكدت نقلاً عن مصادر عسكرية أن الصاروخ أحدث “دمارًا واسعًا”، في حين أقر الجيش الإسرائيلي بفتح تحقيق فوري في أسباب الفشل باعتراض الصاروخ.

أما في طهران، فقد أكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن الهجوم استهدف “مركز غاف يام نيغيف التكنولوجي”، مشيرة إلى أن الموقع يضم “مؤسسات عسكرية وسيبرانية ذات نشاط عالٍ”.

■ دلالات استراتيجية

الهجوم يحمل رسالة عسكرية قوية من إيران، عبر استهداف عصب التكنولوجيا الدفاعية والسيبرانية الإسرائيلية في قلب الجنوب، ويؤشر إلى توسّع رقعة المواجهة المباشرة بين الطرفين، التي باتت تطال بنى تحتية حساسة.

ويثير هذا الهجوم تساؤلات جدية داخل إسرائيل بشأن قدرات الدفاع الجوي وتحديات الحرب السيبرانية والهجومية المستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى